|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة حياة القديسة مريم القبطية ولادتها: وُلدت مريم على الأرجح في الإسكندرية نحو سنة 345 من أبوين مسيحيين، ولما بلغت الثانية عشر من عمرها هوت في وهدة الإثم والفجور وتمرّغت في حمأة الشهوات الشبابية، ومكثت على هذه الحال الفاسدة مدة سبع عشرة سنة. وذات يوم أبصرت سفينة مكتظّة بالحجاج القاصدين مدينة (القدس) للاشتراك في احتفال عيد الصليب والتبرّك من خشبته المقدسة. فانضمت إلى ركاب السفينة لتغري بعضهم وتسقطهم في الخطية. وفي المدينة المقدسة حاولت يوم عيد الصليب الدخول مع المؤمنين إلى كنيسة القيامة، فشعرت وكأن يداً خفية تصدّها وتمنعها من الدخول بل تبعدها عن عتبة باب الكنيسة فلا تتمكن من أن تتخطاها، وحاولت مرات عديدة ولكن دون جدوى. فانسحبت من بين المؤمنين ووقفت بعيداً تتأملهم وهم يتزاحمون ويتسابقون بالدخول إلى الكنيسة بكل ثقة وإيمان، وتمنّت لو كانت مؤمنة مثلهم لاستحقت أن تتبارك من خشبة الصليب التي يقصد الجمهور التبرك منها… ولأول مرة في حياتها منذ انغماسها في الآثام، شعرت بضميرها يؤنبها، وأخذت تتأمل بحياتها الآثمة المليئة بالأدناس، وتقارن ذلك بنقاء سيرتها السابقة في ظل والديها التقيين وتحت جنح آباء كنيستها الأفاضل، عندما كانت تقوم في خلواتها وهي طفلة بصلوات حارة في الكنيسة أمام أيقونة العذراء مريم… فتفجرت الدموع من عينيها… وانسحق قلبها ندامةً على ما هي عليه من البعد عن اللّـه القدوس، وعلى عدم استحقاقها وهي النجسة، من دخول كنيسة اللّـه المقدسة… وناجت العذراء مريم الطاهرة النقية لتصلي من أجلها كي يتقبل الرب يسوع توبتها كما قبل توبة الخاطئة، والعشار، ولص اليمين… وشعرت حينذاك بقوة خفية تضمها إلى صفوف الداخلين إلى الكنيسة، فدخلت دون أية صعوبة، وبعد أن تبركت من خشبة الصليب، وقفت أمام أيقونة العذراء مريم تصلي، وتطلب منها لتشفع من أجلها ليمنحها الرب حياة الطهر والقداسة، فجاءها صوت من الأيقونة قائلاً: «اعبري نهر الأردن فهناك تجدين مكاناً لخلاصك وتنالين رضى اللـه». فنذرت نفسها للـه، وصممت تكريس ما بقي من حياتها لعبادته تعالى. وخرجت من كنيسة القيامة، ودخلت كنيسة أخرى حيث اعترفت أمام كاهنها وتناولت القربان المقدس، ثم غادرت المدينة المقدسة متجهة نحو نهر الأردن وفي الطريق تصدق عليها أحدهم بثلاثة دراهم فضة ابتاعت بها ثلاثة أرغفة خبز… فعبرت نهر الأردن منطلقة إلى البرية حيث بدأت النسك والتزهد ولها من العمر تسع وعشرون سنة وتعبدت في البرية سبعاً وأربعين سنة، قاست المرائر في السنين السبع عشرة الأولى منها محاربة إبليس لها بالتجارب الصعبة بتذكيرها بحياتها الأولى الآثمة، وإثارة رغائب الجسد الفاسدة، وتسليط روح القنوط واليأس في قلبها لإعادتها إلى أباطيل العالم، ولكنها كانت تواصل الصلاة وتطلب العون من الرب فقوّاها الإله القدير ونصرها على الشرير. وقد سلكت في حياتها النسكية في سيرة السواح الأبرار، الذين لم يكن لهم أين يسندون رؤوسهم، وكانت في حالة اختطاف مستمر وهي في حالة الذين يعيشون للسماء وهم لا يزالون بالجسد. فبعد أن أمضت مدة من الزمان تقتات بأرغفة الخبز الثلاثة التي كانت ابتاعتها قبل الخروج إلى البرية، وشرعت تقتات بما يصادفها من أعشاب البرية وجذور غرساتها، وبليت ثيابها وبقيت عريانة تتحمل برد الشتاء وحرّ الصيف القائظ ولم ترَ في البرية خلال تلك الفترة وحشاً مفترساً كما لم تلق وجه إنسان حتى التقاها الأنبا زوسيموس في السنة الخامسة والأربعين لنسكها وسياحتها، ووقف على سيرتها ودوّنها كما مر بنا. وتعيّد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة في السادس من شهر برمودة المصادف الأول من شهر نيسان من كل سنة. أما الأنبا زوسيموس فقد عاش طويلاً، وكان بعد دفنه القديسة مريم المصرية يزور ضريحها سنوياً والموضع الذي التقيا فيه لأول مرة، ويتشفع بها حتى انتقل إلى جوار ربه وعمره مائة سنة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم| القديسة السائحة مريم القبطية |
تصميم| القديسة السائحة مريم القبطية |
القديسة السائحة مريم القبطية |تصميم |
القديسة السائحة مريم القبطية |
فيلم القديسة مريم القبطية السائحة |