الديانتان اليهودية والإسلامية تعترفان وتؤمنان بالإله الواحد أي بوحدانية الربّ وتعبده. أما المسيحيّة فإنها تؤمن بالثالوث الأقدس وتعبده وهذا ما يميّزها عن سواها من الأديان.
نحن مدعوون إلى أن نعيش ونجسّد ما نعرفه عن الثالوث في حياتنا المسيحيّة. لقد ردّد البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني: "نحن المسيحيون نعرف الكثير، لكننا نعيش القليل"، فنحن بحاجة دوماً إلى من يذكّرنا. نحن مدعوون أيضا ان نترك زمام أمرنا للربّ في كل حياتنا ليقودنا بحسب مشيئته، وهذا ما نخشى دوماً أن نفعله. وفي هذا الصدد يقول القديس أغناطيوس دي لويولا:" قليلون جدّاً يدركون ما سيصنع الربّ بهم إذا وضعوا أنفسهم كلّياً بين يديه فتشكّلهم نعمته وتكّونهم". فالله ليس كائنا نتحدث عنه بمقدار ما هو كائن نحبّه ونصغي اليه. ندركه بالحب، ونبلغه بالإيمان ونكتشفه بالصلاة.
وفي عيد الثالوث الأقدس لنجدّد إيماننا بالربّ الواحد والمثلّث الأقانيم: بالآب الذي أحبّنا وخلقنا ويعتني بنا، وبالابن يسوع المسيح، الذي افتدانا وخلّصنا بموته وقيامته، وبالروح القدس الذي يتمّم فينا ثمار الفداء والخلاص، ويُحيينا ويقدّسنا.