مَن آمَنَ بِه لا يُدان ومَن لم يُؤمِنْ بِه فقَد دِينَ مُنذُ الآن لِأَنَّه لم يُؤمِنْ بِاسمِ ابنِ اللهِ الوَحيد.
تبدأ دينونته على الأرض ليس بسبب خطاياه القديمة بل لرفضه المسيح الذي يغفر خطاياه؛ فكما أن القاتل وإن كان لا يُحكم عليه بطبيعة القاضي، فإنه يُحكم عليه بطبيعة فعله، كذلك من لا يكون مؤمنًا يُحكم عليه بطبيعة رفضه المسيح وإنكاره وكفره. أمَّا العالم اليهودي فيعتقد أنّ الدينونة تتمُّ في نهاية التاريخ. والدينونة هي حكم على من يرفض أن يؤمن، فهي كشف القناع عن الانسان الذي يعمل الشر ويغش نفسه ويرفض الله كما جاء في تعليم يوحنا الرسول: "وإِنَّما الدَّينونَةُ هي أَنَّ النُّورَ جاءَ إِلى العالَم ففضَّلَ النَّاسُ الظَّلامَ على النُّور لأَنَّ أَعمالَهم كانت سَيِّئَة. فكُلُّ مَن يَعمَلُ السَّيِّئات يُبغِضُ النُّور فلا يُقبِلُ إِلى النُّور لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُه. وأَمَّا الَّذي يَعمَلُ لِلحَقّ فيُقبِلُ إِلى النُّور" (يوحنا 3: 19-20).
وانطلاقا من هذا المبدأ، فإمَّا ان نعمل الخير او الشر، كل من يصنع الخير حتى لو لم يعرف المسيح، فهو في شركة أكيدة مع الله.