" فهاءنَذا " في الأصل اليوناني ἰδοὺ مشتق من العبرية הִנְנִי فتشير إلى استجابة نفس المرسل على الإرادة الإلهية وقبوله الدعوة الإلهية الموجَّهة له بتسليم ذاته لقيادة الرّبّ.
فالمرسل مستعد للانطلاق للرسالة الموجهة له بإعلانه “نعم" الشخصية بقوله وبحياته للرّبّ. لكن هنا يسوع نفسه يقول " فهاءنَذا "لتلاميذه كما قال الله يوما إلى اورشليم، رمز البشرية جمعاء، على لسان أشعيا "هاءَنَذا أُميلُ إِلَيها السَّلامَ كالنَّهْر ومَجدَ الأُمَمِ كالوادي الطَّافِح فتَرضَعونَ" (أشعيا 55: 12).
الـ "هاءَنَذا" الإلهيّة تكشف ذاته الإلهية ويُعدَّها لخدمة الإنسان حتى يُشجِّعه لقبول حبه. ومن هذا المنطلق، نكتشف استمرارية قُرب الله منّا نحن البشر حتى يومنا هذا، إذ يأتي وينحني علينا ليخدمنا. هذا هو وضع الله الذّي صار قدوة ليملأ الاستعداد البشري الناقص باستعداده الإلهي الكامل.