|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنّ يسوع المسيح منحَنا نفسه وسلّمَنا ايّاها، أمّا قلبه الأقدس فهو مصدر هباته ومبدأ نِعَمه وإحساناته. فما الذي يطلبه عوضاً عن ذلك ؟ انّه يطلب شيئاً واحداً لا غير وهو انّه يلتمس قلوبنا لأنّها تخصّه، يطلب قلبا بدل قلب. فقد سأل الرّب يوماً القديسة مارغريتا قائلاً لها ماذا تطلبين يا ابنتي ؟) قالت انّ ما أشتهيه وأتمنّاه يا مولاي هو قلبك الأقدس وهو حسبي ). حينئذ قال لها المخلّص الحبيب: ( انّما أنا أيضاً اطلب قلبك ). وهذا ما يقوله لنا اليوم ايضاً قلب يسوع الأقدس. فيا للعجب انّ قلب يسوع ينبوع جميع الخيرات لا يبرح جادّاً لطلب الإنسان ولا يملّ من التفتيس عليه ناشداً ايّاه لذاته كأنّه لا يمكنه ان يستغني عنه. فما الذي يطلب قلبه، لا غير، ويناجيه قائلاً: يا بُنَي أعطني قلبك، أرجع إليّ من كل قلبك، يا اروشليم طهّري قلبك، وامحي أدران ادناسك، وأحبّي الرّب من كل قلبك. ترى هل يحتاج قلب يسوع إلى شيء ؟ واذا احتاج لشيء أيستطيع قلب الإنسان ان يسدّ عوزه ؟ فما هي الكنوز التي هي في هذه القطعة الصغيرة حتى انه يغار عليها ؟ فما يغار عليها إلاّ لأنّ القلب هو اول جميع الهبات وهو الذي يجعلها مقبولة. على انّ يسوع لا يعتبر ما يقدّم اليه بموجب حركات القلب وعواطفه. ألا فاسمعوا يا بَني البشر واعلموا انّ يسوع يطلب قلوبكم ومن المحال ان لا تميل قلوبكم الى المحبّة، لأنّه لا حياة لها إلّا بالمحبّة، ولا تستطيع ان تحبّ من دون ان تبيع ذاتها او تمنحها هبة. فإن أردت يا هذا ان تهب قلبك فمن يستحقّه غير الذي خلقه ؟ إنّ العالم يطلب قلبك ليجعله جهنّم، أمّا قلب يسوع فيطلبه ليجعله نعيماً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( 2تس 2: 16 ) وربنا نفسه يسوع المسيح |
( 2تس 2: 16 ، 17) وربنا نفسه يسوع المسيح |
إن يسوع المسيح منحنا نفسه |
لقد حمل المسيح يسوع نفسه بين كفيّ يديه |
هذا إلهي يسوع المسيح وهب نفسه لأجلنا |