في عام ١٧٢٠ وبعد وفاة القدّيسة مرغريت مريم بثلاثين سنة تفشّى طاعونٌ فتّاك في مدينة مرسيليا بفرنسا ولم تُجْدِ الصلوات والتكفيرات في استئصال هذا الوباء وقد بلغ عدد ضحاياه أربعين ألفاً، فألْهَمَ الله أسقفَ المدينة واصطحب معه عدداً كبيراً من الكهنة الرهبان وشعب رعيته وأمرهم كلَّهم أن يكونوا حفاةَ الأقدام نحو ساحة المدينة.
وهناك جثا الأسقف على الأرض وكرّس رعيتَهُ لقلبِ يسوع الأقدس. وفي اليوم نفسِهِ توقف سير الطاعون بسرعةٍ عجيبة حتى إنه لم تحصل وفاة في مرسيليا بعد ذلك اليوم.
ولما رأى حاكمُ المدينة وكبارُ قومِهِ ما حصل اشتركوا هم أيضاً في التطواف الكبير وكرّسوا أنفسَهم والمدينةَ كلَّها لقلبِ يسوع.
وهذه الرواية التاريخية يشهد لها المحضر الذي وقّعه جميعُ الأعيان وذكرها أسقف مرسيليا في مذكراتِهِ اليومية فانقطع الطاعون فجأةً ومنذ ذلك الحين عُرِفَتْ مرسيليا بالمدينة المستَعْبَدة لقلب يسوع الأقدس الذي غمر المدينةَ بأجَلِّ النِعَم وأغزرها.