أما أهل الإيمان فينبغي أن يحققوا شيئا ملموسا. فلا تظنوا أبدا ولا تتوهموا بأنه لا يلزمكم تحقيق أي شيء أو القيام بأي عمل أو تقديم أي خدمة للآخرين، ...إلخ. لقد تم تبشيرنا بأننا لن نخلص إلا بالنعمة الإلهية. وأنا مؤمن بذلك. لكن لو كنتُ قد نلتُ الخلاص بالنعمة لكان لابد وأن أحقق شيئا ما أو أعمل شيء ما أو أنجز عملا ما. فربما قد يقبلون بك - ومن باب الإحسان والمعروف - كشريك في أحد المشاريع التجارية؛ لكن سيُطلب منك، فور دخولك، أن تبدأ بالعمل. فليس من الممكن، لا في السماء ولا في الأرض، أن لا تفعل سوى الاسترخاء بشكل مستريح في ما يسمى نعمة. فلو كنتُ مخَلَّصا بالنعمة، لأصبحت عاملا بفضل النعمة.
فبِنِعمَةِ اللهِ نِلتُمُ الخَلاصَ بالإيمانِ. فما هذا مِنكُم، بَلْ هوَ هِبَةٌ مِنَ الله، ولا فَضْلَ فيهِ لِلأعمالِ حتّى يَحقّ لأحدٍ أنْ يُفاخِرَ. نَحنُ خَليقَةُ اللهِ، خُلِقنا في المَسيحِ يَسوعَ لِلأعمالِ الصَّالِحَةِ الّتي أعَدَّها الله لنا مِنْ قَبلُ لِنَسلُكَ فيها. (أفسس 2: 8- 10).
ولو تبررتُ بالنعمة لأصبحت عاملا بفضل النعمة في سبيل العدالة. ولو أنعم الله عليّ ووضعني في وسط الحقّ بفضل النعمة، لأصبحتُ بفضل النعمة خادما للحقّ. ولو أنعم الله عليّ ووضعني في وسط السلام بفضل النعمة، لأصبحتُ بفضل النعمة خادما للسلام. فعندما أجعل كل ما وُهِبَ لي بالنعمة مقتصرا على ذاتي فقط ولا أهتم بشأن الآخرين - فهذا ليس الطريق السليم. ولما كان العمل والحركة والهمّة هي ما تهمّ، فسأقول بدوري وأشدّد على كل ما يجعلني بفضل النعمة عاملا: «لا للكسل أبدا».