إن العالم اليوم قد غرق كله في الكثير من القلق والهموم بما في ذلك الدول الثرية. أما في إطار المجتمع والنظام الاجتماعي المنبثق من السيد المسيح، فيمكن للقلق وللهموم وللمخاوف أن تتوقف بل يجب عليها ذلك.
فهناك يجب أن يهتم بعضنا ببعض. وعندما قال الرسول بولس: «لا تهتمّوا»، فهو يسلّم بأن هؤلاء الناس متحدون معا برباط التضامن والتعاضد بحيث لا أحد منهم يقول بَعْدُ: «هذا لي»، بل يقول الجميع: «يجب أن يزيل تضامننا، ورباطنا، كل قلق وكل همّ. ويجب على كل ممتلكاتنا التي نتشارك بها أن تكون مصدر عون لكل فرد فينا، وبالتالي تخلّصنا من الهموم».
وبهذه الطريقة يأتي ملكوت السماوات. فهو يأتي أولا في قطيع صغير من الناس المتحررين من الهموم. وهكذا يعلمنا يسوع:
لذلِكَ لا تَهتمّوا فتقولوا: ماذا نأكُلُ؟ وماذا نشرَبُ؟ وماذا نَلبَسُ؟ ... فاَطلبوا أوَّلاً مَلكوتَ اللهِ ومشيئَتَهُ، فيزيدَكُمُ اللهُ هذا كُلَّه. (متى 6: 31 و 33).