|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق العقل: "مرحلة المعانـاة" تتخذ طريق العقل في الغفران عندما تفصلُ العقل عن الفاعل لتنظر إلى مُهاجمك بأسلوبٍ جديدٍ، كمريضٍ أو مُحتاجٍ، أي أن يتحول المُسيء في تفكيرك إلى إنسانٍ يُعاني ويحتاج إلى معونتك ومحبتك، وهذا ما يدعوه الكاتب لويس سميدس " مرحلة المعانـاة ". إن فصل الفعل عن الفاعل يتطلبُ منك تفهّم الفاعل: لا تقل إن هذا الشخص لا يستحق أن أفهمهُ، فقبل أن تدينهُ حاول أن تفهمه، حيث لا بد من سببٍ وراء كل تصرّف، قد يكون بحاجةٍ إلى شفقتك، لا إلى نقمتك، وتقولُ الحكمةُ القديمة “تعرف كل شيء ثم تغفر". لذا حاول أن تكون مُتفهماً، فهذا ما يُقدرهُ الآخرون فيك، وليسَ التفهم قبولاً مشروطاً، ولكنه تقبل وقبول في أي ظرف، وفي أي موقف. ثم حاول أن تفهم الفعل، أي أن تقوم بفصل الحقائق الماضية، كالوعود والعلاقات لتأخذ وضعها كأفعالٍ ماضيةٍ أو كتاريخ؛ بعبارة أخرى دع الماضي يمضي، فلا يُمكن إعادة كتابة الصفحة التي طواها الماضي، لكن يمكن استعادة شريط ذكرياته، فتكسر قوة الماضي، وبعدها تستطيع أن تبدأ كتابة فصل جديد، حيث أن معرفة الحق جيدة، ولكن العفو أفضل، وجاء في حكايات العرب أن " وقعت دماء بين حيين من قُريش، فأقبلَ أبو سفيان فما بقي أحد واضعاً رأسه إلا رفعه فقال: " يا معشر قريش: هل لكم في الحق أو ما هو أفضل من الحق" ؟ قالوا: "وهل شيءٌ أفضل من الحق؟ وقال: " نعم، العفو "، فبادر القوم فاصطلحوا ". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|