لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم ولكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها
" لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها" فتشير إلى عدم مقدرة التلاميذ تحمُّل فكرة موت يسوع وتمجيده، حيث أنَّهم بحاجة إلى عطية الرّوح القدس لمواكبة تعليم أمور الإيمان تدريجياً، كما جاء في تعليم بولس الرسول "قد غَذَوتُكُم بِاللَّبَنِ الحَليبِ لا بِالطَّعام، لأَنَّكُم ما كُنتُم تُطيقوَنه ولا أَنتُم تُطيقونَه الآن" ( 1 قورنتس 3: 2) ، مثل الاستغناء الذبائح الموسوية والكهنوت اللاوي وتبديل اليوم السابع (السبت) باليوم الأول (الأحد) كيوم راحة ورفض أمة اليهود أن تكون شعبه الخاص وإدخال الأمم إلى المشاركة في بشارة الإنجيل، وذلك لتمسكهم بآرائهم اليهودية في شأن المسيح وملكوته.
وفي هذ الصدد يقول صاحب الرسالة إلى العبرانيين " في حينِ أَنَّكم مُحتاجونَ إِلى مَن يُعَلِّمُكم أَوَّلِيَّاتِ أَقوالِ الله" (العبرانيين 5: 12)، ويُعلق
القديس هيلاريوس الأسقف "فإنّنا في ضعفِنا لا نقدرُ أن نفهمَ لا الآبَ ولا الابنَ، فيأتي الرّوح القدسُ ليُنيرَ إيمانَنا، وبوساطتِه نُدرِكُ سرَّ تجسُّدِ اللهِ الذي يصعُبُ فهمُه".