تلك هي الحياة منظوراً إليها من الداخل، وقد أفسدت الخطية نواتَها وجرَّت عليها الوبال والانحلال. ثم إنها، من الخارج أيضاً، عرضةٌ في كل حين لمخاطر تأتيها من كل جهة.
فبعد السقوط في التعدي مباشرةً، طُرد الإنسان من الجنة، ولا يجوز له الرجوع إليها بأي حق خاص به، إذ غُرِّم بفقدان حق الحياة، ولم يعُد مكان الراحة والسلام ذاك خليقاً بالإنسان الساقط.
فكان يجب أن يخرج إلى العالم الفسيح ليكسب خبزه بعرق جبينه متمماً بذلك دعوته. إن الفردوس هو المسكن اللائق بالإنسان غير الساقط، والمُبارَكون يعيشون في السماء.
أما الإنسان الخاطئ، وإن كان عتيداً أن يُفدى، فله الأرض مكان إقامة - أرض تشترك في عواقب سقوطه، وهي ملعونةٌ بسببه، وقد أُخضِعت وإياه للبُطل (رومية 8: 20).