منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2022, 06:00 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

حتى إن المسيح قد وضع لسقوط كثيرين وقيام كثيرين







في وسع نعمة الله هذه أن تحمل الإنسان على الاتضاع، ولو كان ذلك فقط بمعنى ما حصل لآخاب (1 ملوك 21: 29) ولأهل نينوى (يونان 3: 5 وما يلي). ولكن من الممكن أيضاً، على المدى البعيد، أن يقاوم الإنسان هذه النعمة. في تلك الحال تحدث الظاهرة الرهيبة التي تدعوها الكلمة المقدسة تقسية القلب، ومثَلُها النموذجي فرعون. وبينما تنسب كلمة الله التقسية إلى آخرين أيضاً، تظهر بأجلى بيانٍ طبيعة التقسية وتطورها في حالة فرعون.

فقد كان رئيساً مقتدراً ورأساً لمملكة عظيمة، متكبر القلب وغير راغبٍ في الانحناء أمام آيات قدرة الله. وقد حدثت هذه الآيات واحدة إثر واحدة، وكانت تزداد في قوتها المعجزية وفاعليتها الفتاكة. ولكن فرعون، حسب الموجة التصعيدية عنها، ازداد شراً وعناداً. وأخذت اقتراحاته بأن يستسلم وينحني أمام هذه القوة المعجزية، تفقد شيئاً فشيئاً طابَع الصدق. وإذا به أخيراً يُسارع الخطو إلى مصيره المحتوم وعيناه مفتوحتان على الحقائق القاطعة.
وفي مأساة فرعون هذه، نرى بأم العين صراع نفس هائلاً، صراعاً تُمكن رؤيته من جانب الله كما من جانب الإنسان. فمرة يُقال إن الرب قسَّى قلب فرعون،[61] ومرة أخرى إن فرعون نفسه قسَّى قلبه، [62] أو إن قلبه تقسَّى.[63] ففي ظاهرة التقسية هذه عملٌ إلهي وآخر بشري؛ فيها عملٌ للنعمة الإلهية التي تصير باستمرار أكثر فأكثر ميلاً إلى الدينونة، وعملٌ للمقاومة البشرية التي تصير بطبيعتها أكثر فأكثر اتصافاً بأنها عداوةٌ لله واعيةٌ متعمدة. وبهذه الطريقة نفسها يصف الكتاب المقدس هذه التقسية في مواضع أخرى. ففي (تثنية 2: 30) و (يشوع 11: 20) و (إشعياء 63: 17)، الرب هو من يُقسّي. وفي مواضع أخرى، [64] الناس يُقسُّون أنفسهم. فهنا تفاعلٌ متبادل وصراعٌ أو نزاعٌ بين الأمرين لا ينبغي فصله عن إعلان النعمة الإلهية. هذا التفاعل مرتبطٌ بالإعلان العام، غير أنه - على وجه الخصوص - يعود إلى نعمة خاصة لها مزيةُ الإتيان بالدينونة وإحلالُ فصل أو تفرقة بين الناس (يوحنا 1: 5؛ 3: 19؛ 9: 39). حتى إن المسيح قد وضع لسقوط كثيرين وقيام كثيرين (لوقا 2: 34).

فهو صخرة خلاص، وصخرة عثرة وصدمة (متى 21: 44؛ رو 9: 32). والإنجيل أيضاً يُفضي إما إلى موت وإما إلى حياة (2 كورنثوس 2: 16)، ومضمونه مخفي عن الحكماء والفهماء ومعلَن للأطفال (متى 11: 25). وفي هذا كله تتوضح مشورة الله ومسرة صلاحه، كما يتوضح في الوقت ذاته ناموس الحياة الدينية والأدبية.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عيَّن يسوع ووضعه لسقوط كثيرين وقيام كثيرين
لسقوط كثيرين وقيام كثيرين
⭐ تأملات في الميلاد المجيد ⭐لسقوط وقيام كثيرين
هذا قد وَضِعَ لسقوط وقيام كثيرين
لسقوط وقيام كثيرين


الساعة الآن 09:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024