أن الوَحْدَة في الكنيسة لا تعني أن يُقيم المؤمنون أماكن عبادتهم على نمط واحد، أو أنَّهم يجتمعون في مكان واحد، ولا تعني وحدة مؤسساتية: الهدف ليس جمع المسيحيين تحت مسمى الكاثوليك أو الأرثوذكس...، بل جعل الجميع يعترفون ببعضهم البعض كمسيحيين.
والوَحْدَة المقصودة تتخطّى كلّ هذه الشكليّات، وتسمو على هذه الفروقات، في روح المحبّة المتبادلة ورباط التضامن. المطلوب هو الوَحْدَة في الفكر والهدف والمشاعر بلا انقسامات أو تحزبات، فنحن جسد واحد ونحن من كلنا أعضاء في جسد المسيح كما جاء في تعليم بولس الرسول "مُجتَهِدينَ في المُحافَظَةِ على وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِباطِ السَّلام. فهُناكَ جَسَدٌ واحِدٌ ورُوحٌ واحِد، كما أَنَّكم دُعيتُم دَعوَةً رَجاؤُها واحِد. وهُناكَ رَبٌّ واحِدٌ وإِيمانٌ واحِدٌ ومَعْمودِيَّةٌ واحِدة، وإِلهٌ واحِدٌ أَبٌ لِجَميعِ الخَلْقِ وفوقَهم جَميعًا، يَعمَلُ بِهم جَميعًا وهو فيهِم جَميعًا "(أفسس 4: 3-6) وإذا فهمنا أن المسيح وحَّدنا في جسده وجعلنا جسدًا واحدًا، فهذه هي وَحْدَة كيان. والطريق لوحدتنا أن نثبت في المسيح، فثباتنا في المسيح يملانا بالروح القدس الذي يسكب محبة الله فينا. فلا يصلح أن نكون واحداً فقط، بل المهم أن نكون واحداً في المسيح وفي الآب. فهناك من اتحدوا في الشر. ولكن من الذي يتحد بالمسيح لا يحب إخوته فقط بل أعدائه أيضا. وعن طريق وحدتنا مع المسيح نتحد مع الآب. فالجماعة لا تتحد إلاّ بالوجود في الآب والابن.