جاء تتويج الإمبراطور شارل الثاني إمبراطور وقت البابا يوحنا الثامن Pope John VIII سنة 875 ليؤكد أن الإمبراطور صنعة البابا وربيبة، وأعلن أن البابا عندما توجه إنما عبر عن إرادة الله في التفضل علية بهذا التشريف " ومنحة " التاج الإمبراطوري. على أنه إذا كانت الكنيسة قد أخذت تسعي خلال سنوات الفوضى التي عمت أوروبا في القرن التاسع للتحرر من سلطة الدولة بدأ أمرا غير عملي في ظل النظام الإقطاعي.
هذا في الوقت الذي لم تجد البابوية أمامها سابقة تستند إليها في تأكيد سيادتها على الملوك من جهة وعلي بقية رجال الكنيسة من جهة أخرى، وهنا لجأ رجال الكنيسة إلي التزييف والتزوير لاختلاق سوابق تستند إليها البابوية في تحقيق أهدافها.
وهناك وثيقتين زورهما رجال الكنيسة لتحقيق أغراضهم ومبادئهم الأولي: وتسمي هبة قسطنطين Donation of Constantine ، والغرض منها إثبات سلطه البابوية السياسية وسيادتها على الغرب الأوروبي، وهذه الوثيقة المزورة عبارة عن مرسوم قيل أن الإمبراطور قسطنطين أصدره عندما انشأ القسطنطينية، وتنازل بمقتضاه للبابوية عن روما، بل عن كل أراضى الإمبراطورية الغربية.