|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بداية النهضة الرهبانية في عصر البابا كيرلس السادس -في نهاية حكم المماليك (1251 – 1517 م) تركت أسرة مسيحية من قرية الزوك الشرقية المنشأة بسوهاج واستقرت هذه الأسرة في طوخ دلكة بالمنوفية... وفى أواخر القرن التاسع عشر هاجرت هذه الأسرة إلى دمنهور حيث استقرت هناك. - كان الأب يوسف عطية يعمل وكيلًا عامًا لإدارة أعمال أحد كبار الملاك بالبحيرة والغربية والمنوفية... وفى يوم السبت 2 أغسطس 1902 رزق بالطفل الثانى فسماه "عازر" الذي عاش في مناخ الأسرة الروحى والكنسى.. وانتظامه على حضور مدارس التربية الكنسية التى شكلت داخله ارتباطًا قويا بالكنيسة وقداساتها وأسرارها، كذلك شغفه هو والأسرة بسير الآباء القديسين والحرص على الاحتفال بتذكاراتهم المقدسة، وخاصة القديس العظيم مارمينا العجايبى حيث كانوا يذهبون سنويًا لقضاء عيده في ديره بأبيار الغربية. - وفى نفس الوقت كانت أسرة يوسف عطا تستقبل الكثيرين من الآباء الرهبان وتهتم بشئونهم واحتياجاتهم وكان من بينهم القمص تادرس البراموسى ذلك الراهب الشيخ الذى ارتبط به عازر وهو ابن أربع سنوات أى منذ نعومة أظافرة وأحبه الاثنين بعضهما البعض ونمت بذرة حب الرهبنة منذ السنوات الأولى للطفل عازر. - انتقلت الأسرة إلى الإسكندرية حيث عمل الأب وكيلا لدائرة أحمد يحيى باشا وهو والد عبد الفتاح يحيى باشا رئيس الوزراء في الفترة من (1933 – 1934) والتحق عازر بالدراسة الثانوية وبعد الإنتهاء من تعليمه وهو كان منتظمًا في ذلك الوقت على حضور مدارس الأحد. التحق بالعمل بشركة (كوكس شوبينج) للملاحة، وأظهر فيها من الأمانة والإخلاص والالتزام في العمل. - [أحب الشاب عازر الله من أعماق قلبه، وكان سعيه الدائم هو (الحياة مع المسيح) لذلك نجده يواظب على الحياة الكنسية بكافة صورها من حضور القداسات والتناول من الأسرار المقدسة وكذلك الارتباط بفصول التربية الكنسية كشاب روحى مهتم بخلاص نفسه والانشغال الذهنى والعاطفى بالرب يسوع فيقضى الليل ساهرًا في قراءة الكتاب المقدس والصلاة والتأمل إلى جانب سير الآباء القديسين والآباء النساك والمتوحدين، وكم كانت لسيرة القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم الذى تنيح عام 1914 أثرها في حياة الناس في ذلك الوقت. كما أن الحياة الروحية الطاهرة التى للبابا كيرلس الخامس وشفافية روحة كانت نبراسًا يضئ لشباب هذا الجيل](4). - ولقد اهتم المتنيح قداسة البابا كيرلس الخامس بالوعظ والتعليم وتدعيم الكلية الإكليريكية التى أعاد أفتتاحها عام 1893 حيث أسند رئاستها إلى مُعلم الجيل الأرشيدياكون حبيب جرجس (1876 – 1951) في عام 1918 فكانت الخطوة الوثابة في نهضة التعليم الكنسى والدينى وتكوين وصياغة عقل الكنيسة وفكرها وحياتها الروحية سواء في الأهتمام بالإكليريكية وتخرج الوعاظ والمعلمين والآباء والكهنة أو في مدارس الأحد (التربية الكنسية) في تربية النشئ... ومن تلاميذ هذا البطل العملاق جاء آباء الكنيسة المعاصرين. - بعد نياحة البابا كيرلس الخامس اختير الأنبا يؤانس مطران البحيرة ووكيل الكرازة المرقسية (القمص يوحنا البراموسى) ليكون بطريركًا في 16 ديسمبر 1928، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وقد كان ثان بطريرك على التوالى يكون من دير البراموس العامر. - وفى عهد البابا يؤانس التاسع عشر ذهب الشاب التقى عازر يوسف إلى دير البراموس لكى يسلك طريق الرهبنة وتكرس بإسم الراهب مينا البراموسى في 25/2/1928، وسيم قسا في 18/7/1931 ثم قمصًا بعد ذلك بقليل. - عاش القمص مينا البراموسى فترة متوحدًا بمغارة تبعد عن دير البراموس مسافة الأثنين كيلو مترًا وهو ما زال في الثلاثون من عمره لحبة في الوحدة والأختلاء. - انتقل بعد ذلك إلى مكان مهجور(5) (طاحونة الهواء بمصر القديمة) حيث تعبد بها.. وبعد قليل تصبح هذه الطاحونة الكائنة في عمق صحراء مصر القديمة منارة للكنيسة كلها، وبذرة جيدة في الأرض لازدهار الرهبنة في عصرنا الحالى.. حيث التف حول القمص مينا المتوحد عددًا من شباب المتعلم والمُربى داخل أحضان الكنيسة ومرتوى من نبع مدارس الأحد الفياض، ليقتدوا بحياته الطاهرة وجهاده اليومى المضنى من سهر طوال الليل في الصلاة والتسبيح ثم عمل القربان وصلاة القداس اليومى، فتعلق به بل بالحياة الرهبانية كثير من شباب مدارس الأحد، فأحتضنهم القديس القمص مينا المتوحد وأقام لهم منزلًا يقيموا به ويرعاهم روحيًا وفكريًا ودراسيًا واجتماعيا ويهتم بكل احتياجاتهم... وكان بنظرته الروحية وشفافيته يرى في هؤلاء الشباب مستقبل الرهبنة والكهنة بعد قليل.. وقد انتدب فترة من الزمن في حبرته البابا يؤانس التاسع عشر لتعمير دير الأنبا صموئيل المعترف بصحراء مغاغة وقام بالتعمير به على قدمًا وساق حتى أصبح دير الأنبا صموئيل محط نظر كثير من الشباب الذى يحب الرهبنة، وشاءت العناية الإلهية أن يتولى القمص مينا المتوحد السدة المرقسية في 10/5/1959 ليصبح البطريرك السادس عشر بعد المائة ويواصل اهتمامه بالرهبنة وبالأديرة، فأصبح تلاميذه الذين ترددوا عليه في مصر القديمة وفازوا بالتلميذة على يديه ومن خدام مدارس الأحد إلى الرهبنة فأخذ يرشدهم للذهاب إلى دير السريان العامر وهذا بسبب أن الوحيد الذى كان يرحب بشباب مدارس الأحد هو المتنيح نيافة الأنبا ثاؤفيلوس في الوقت الذى كان يتخوف الجميع في كافة الأديرة من قبولهم لتحفظات داخل فكرهم إذ كانوا يرون أن على يد هؤلاء – خدام مدارس الأحد – سوف تضيع الأرثوذكسية داخل التيار الكاثوليكى المنتشر. - وقد اهتم قداسة البابا كيرلس بإعادة تعمير دير مارمينا الأثرى وإنشاء دير مارمينا الحالى... - كانت الرؤية المستقبلية لنيافة الأنبا ثاوفيلوس المتنيح، ترى أن في هؤلاء مستقبل الرهبنة والكنيسة مثلما كان يرى تمامًا قداسة البابا كيرلس السادس، فأصبحت الطاحونة هى الباعث الأساسى للنهضة الرهبانية في منتصف القرن السابق، وتوافدت أعدادًا كثيرة من خدام مدارس الأحد على دير السريان العامر، فانضموا إلى سلك الرهبنة وكان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر "رمزي عزوز، نظير جيد" الذين سنتكلم عنهم بعد قليل....." (6). _____ الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت: (4) قراءة في حياة أبونا مينا المتوحد - أ/ أمير نصر – القاهرة سنة 1996 (12، 13). (5) مرجع سابق صــ 13. (6) حديث صوتي مع نيافة أنبا إيسيذورس رئيس دير البرموس الحالي بتاريخ 11/7/2018. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|