العدل يقضي ان يبدأ الانسان بمحبة نفسه. لم يكن هناك بحاجة وصية صريحة بذلك، لانَّ الانسان مطبوع على محبته لذاته، ويعلق القدّيس أوغسطينوس " لم يرَ الربّ ضرورة في دعوتكَ إلى محبّة ذاتكَ، لأنّ ما من أحد لا يحبّ نفسه. القاعدة التي على أساسها يجب أن تحبَّ نفسكَ: أحبِبْ ذاك الذي هو أكبر منكَ، وستحبّ نفسكَ" (عظة غير منشورة عن رسالة القدّيس يعقوب).
وحبُّ الذات هو في قلب الإيمان المسيحيّ: فأن يكون الإنسان مسيحيّ، ألا يعني ذلك أنّه يعرف ذاته بأنّه محبوب من قبل من يدعوه ابنه؟ فأن أحبّ ذاتي قد يبدو نرجسياً أو أنانياً. لكن في الواقع، هذا يعني أن أقبل ذاتي كما أنا وليس كما أتمنى أن أكون.
وإذا كان عليّ تغير الكثير بداخلي، فنظر الله المُحبّ ورغبته يعطونني الثقة بذاتي وبالآخر. وأن أحبّ الآخر كحبِّي لذاتي، يعني سماع هذه الدّعوة.