إن بنيامين لم يكن مع إخوته عندما تآمروا على يوسف. كان بنيامين بريئًا من كل ما فعلوا وما مكروا به.
ولكن “الطَّاسُ وُجِدَ فِي عِدْلِ بِنْيَامِينَ”، وحُسِبَ بنيامين مجرمًا في حق يوسف، وشبح الدينونة ألقى ظلمة على بنيامين البريء فترة من الزمن، وهكذا «فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ» ( 1بط 3: 18 ).
وهكذا صليب المسيح البار «الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ»، هو الذي في نوره نكتشف كم نحن خطاة. وكل توبة أو ندامة على الشر في غير ضوء الصليب، وبدون الارتباط بمضامينه، إنما هي ندامة وقتية عابرة، لا تلبث أن تضيع قوتها وتضمحل، وتعود النفس إلى ما كانت عليه.