مشهد بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم كما أوحي به لماريا فالتورتا
هكذا تمّ السرّ الأول من أسرار الفرح
هذا ما أراه: مريم شابّة صغيرة مراهقة – مظهرها يدلّ على أنّها لم تتجاوز الخامسة عشرة – في غرفة صغيرة مستطيلة، غرفة مناسبة بحقّ لصبيّة.
إلى جانب الجدار الأطول يوجد السرير: مرقد منخفض دون جوانب، مغطّى بحصر أو سجّاد، وكأنّها ممدودة على طاولة أو حصيرة قصب. إنّها بالحقيقة متصلّبة ولا تشكّل انحناءات كما يحصل على أسرّتنا. وعلى الجدار الآخر رفّ، عليه مصباح زيت ولفافات رقّ وأعمال خياطة مطويّة بعناية وكأنّها تطريز. وإلى الجانب، من جهة الباب المفتوح على الحديقة والمغطّى بستار يحرّكه هواء خفيف، تجلس العذراء على كرسيّ صغير.
إنّها تغزل كتّاناً ناصع البياض وناعماً كالحرير. ويداها الصغيرتان الأقلّ بياضاً قليلاً من الكتّان تديران المغزل برشاقة. والوجه الصغير الفتي جميل جدّاً، بهيّ بانحناءته الخفيفة وابتسامته الرقيقة كما لو كانت تداعب أو تتبع فكرة عذبة.