أما نقطة الإنطلاق فهي العهد المسيحاني الجديد، عهد النعمة والإنتصار على الخطيئة والموت الذي بدأه يسوع المسيح، ابن مريم بالجسد وابن الله منذ الأزل، مذ تَكوَّن في أحشاءِ مريم يوم البشارة.
وهكذا دخل الله، بالمسيح وعمل الروح القدس، في قلب الأسرة البشرية وتاريخها، جاعلاً من هذا التاريخ تحقيقاً لتصميمه الخلاصي، بالتعاون مع كلِّ إنسان، ولاسيما الذين أصبحوا بالمعمودية أعضاءً في جسده السرّيِّ الذي هو الكنيسة.
إنّ الكنيسة، بعنصرَيها الإلهي والبشري، كما يُسمّيها القديس أغسطينوس "المسيح الكلّي"، مؤتمنة على تحقيقِ تصميمِ الخلاص بواسطة كلِّ واحدٍ من أعضائها، لخيرِ جميع الشعوبِ والأمم، مُدركةً أنّ طريقَها شاقٌ إذ "تسيرُ على حدِّ قول القديس أوغسطينوس: بين اضطهاداتِ العالم وتعزياتِ الله".