"ابنُ الله" هذا هو لقب يسوع الأساسيّ الذي به يتميّز عن سائر الأنبياء، الذين كلّمنا بهم الله "مرارًا عديدة وبشتى الطرق"، كما تقول الرسالة إلى العبرانيّين، وتضيف أنّ يسوع هو وحده "الابن الذي جعله الله وارثًا لكلَ شيء، وبه أيضًا أنشأ العالم، الذي هو ضياء مجده وصورة جوهره وضابط كلّ شيء بكلمة قدرته" (عبرانيّين 1:1-3).
إنّ بتوليّة مريم في ولادتها يسوع يؤكّدها أيضًا إنجيل متى، حيث يقول الملاك ليوسف خطيب مريم: "يا يوسف ابنَ داود، لا تخفْ أن تأخذَ إليكَ مريم، زوجتكَ، فإنّ المولودَ فيها إنّما هو من الروح القدس. وستلد ابنًا فتسمّيه يسوع لأنّه هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم" (متى 20:1-21).
هذه العقيدة هي بدون شكّ عقيدة مريميّة، أي تختصّ بشخص مريم العذراء، وفي هذا هي عقيدة مشتركة بين المسيحيّة والإسلام، إذ ورد ذكرها في القرآن في سورة مريم، حيث تقول مريم للملاك، عندما بشّرها بأنّها ستلد ابنًا: "أنّى يكون لي غلامٌ ولم يَمْسَسْني بشر ولم أكُ بغيًّا"، فيجيبها الملاك: "كذلك قال ربُّكِ هو عليّ هيّنٌ، ولنجعلَه آيةً للناس ورحمةً منّا وكان أمرًا مقضيًّا" (سورة مريم 20-21).