أظهر الرجل الأعمى إيمانه بيسوع اظهر الفِرِّيسيُّونَ عدم الإيمان والإنكار والتحيّز، فهم لا يريدون ان يروا ويَظنون أنهم يرون، ويعتبرون انهم يمتلكون الحقيقة، وهم مراؤون في مفهوم يوحنا الإنجيلي، إذ يستبدل يوحنا البشير لقب مرائي بلقب أعمى؛ فخطيئتهم تقوم على قولهم "إننا نرى" في حين أنهم عميان (يوحنا 9: 40). فعدم ايمان الفِرِّيسيِّينَ لا يرتكز على عدم كفاية البراهين، بل على الحقد والغيرة وتفضيل الظلام، فهم يُعلنون موقفهم السلبي تجاه يسوع، ويرفضون الايمان بآية يسوع وعمله في شفاء الأَعمى، فلم يوصلوا الى جوهر السر الذي يُمكنهم في الحقيقة من القول " إني أرى"، لذا جاء حُكم المسيح "إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون" (يوحنا 9: 39).
فهم عميان يحكمون على نفوسهم ويسجنون نفوسهم في ظلمة الشر.
ادعى الفِرِّيسيُّونَ أنهم مبصرون. بادعائهم هذا صاروا في غباوة بلا رجاء، وحكموا على أنفسهم، أمَّا العشارون إذ اعترفوا بعماهم فانفتح أمامهم باب الرجاء وتمتعوا ببصيرة فائقة ونعِموا بالحياة الأبدية في المسيح يسوع.