|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وإِنَّما قالوا ذلكَ لِيُحرِجوهُ فيَجِدوا ما يَشْكونَه بِه. فانحنَى يسوعُ يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض. "يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض" فتشير إلى هذا الذي سبق فكتب الوصايا العشرة بإصبعه على حجارة، وسلمها لموسى (خروج 31: 18). أراد يسوع أن يكتب يسوع بإصبع الله (يوحنا 11: 20) كما كتب الله، الشريعة، بالعهد الأوّل بإصبعه على اللوح الحجري الّتي يُطالب بتنفيذها الكتبة والفريسيين ضد المرأة، كذلك يكتب يسوع شريعة في العهد الجديد على قلب الإنسان مصدر للحياة والمغفرة كما جاء في نبوءة ارميا " ها إِنَّها تَأتي أَيَّام، يقولُ الرَّبّ، أَقطعُ فيها مع بَيتِ إِسْرائيلَ (وبَيتِ يَهوذا) عَهداً جَديداً، لا كالعَهدِ الَّذي قَطَعتُه مع آبائِهم، يَومَ أَخَذتُ بِأَيديهِم لِأُخرِجَهم مِن أَرضِ مِصْرَ لِأَنَّهم نَقَضوا عَهْدي مع أَنِّي كُنتُ سَيِّدَهم، يَقولُ الرَّبّ. ...هو أَنِّي أَجعَلُ شَريعَتي في بَواطِنِهم وأَكتُبُها على قُلوبِهم، وأَكونُ لَهم إِلهاً وهم يَكونونَ لي شَعباً. ولا يُعَلِّمُ بَعدُ كُلُّ واحِدٍ قَريبَه وكُلُّ واحِدٍ أَخاه قائِلاً: ((اِعرِفِ الرَّبّ))، لِأَنَّ جَميعَهم سيَعرِفوَنني مِن صَغيرِهم إِلى كبيرِهم، يَقولُ الرَّبّ، لِأَنِّي سأَغفِرُ إِثمَهم ولن أَذكُرَ خَطيئَتَهم مِن بَعدُ." (ارميا 31: 31-34). أو ربما قام يسوع بهذا العمل ليتجاهل عمدا سؤال الكَتَبةُ والفِرِّيسيُّينَ ويريد الإجابة؛ أو تصرف يسوع كما لو لم يكن قد سمع المشتكون على المرأة؛ أو ربما يدل على عدم استساغته لما عرض عليه من سؤال (يوحنا 3: 17، لو 9: 56، 12: 14)، فعمله هنا يكون كقوله في موضع آخر "يا رَجُل، مَن أَقامَني علَيكُم قاضِياً أَو قَسَّاماً؟ " (لوقا 12: 14). أو مراعاة لمشاعر المرأة الزانية، ثبت نظره على الأرض وليس عليها. ويُعلق القديس يوحنا اذهبي الفم "إن سألت: ماذا كتب السيد المسيح على الأرض؟ أجبتك: يُحتمل أنه قد رسم شيئًا يسبب حياءً وخجلًا للكَتَبةُ والفِرِّيسيُّينَ، وتبكيتًا لخطاياهم". ربما كتب لهم خطاياهم ليرى كل واحد صورة نفسه دون أن يفضحهم أمام الآخرين، ويُضيف "لم يكتب يسوع على رخامٍ أو نحاسٍ بل على التراب، لأنه كتب خطاياهم إلى لحظات وتزول، كتبها على الأرض في التراب لكي تُدفن مع التراب وتنتهي. كتب في التراب لكي يحكم التراب على التراب". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|