الحمامة كانت ظاهرة للعيان وليست مجرد تشبيه مما يؤكده لوقا الانجيلي بإضافة عبارة "في صورةِ جِسْمٍ " (لوقا 3: 22).
وهذه الصورة تربطنا بما جاء في سفر التكوين "ورُوحُ اللهِ يُرِفُّ (كطائر) على وَجهِ المِياه" (1: 2).
ها هو يرفُّ على مياه الأردن ليُقيم منا نحن الأموات جسدًا حيًا مقدسًا للرأس القدوس النازل في مياه الأردن. إنه الروح الإلهي الذي يُشكل الشعب الجديد خلال الخروج الجديد! إن المسيح قبِلَ الروح، وذلك كإنسان. ومن حيث إنه إنسان أخذ في ذاته الطبيعة الانسانية كلها ليُصلحها كلها ويُعيدها الى كمالها. ولهذا يهب الآن الآب روحه مُجدّدا للابن، لنحصل نحن به على الروح. ويقول القديس كيرلس: "حلّ أولاً على المسيح الذي قبل الروح القدس لا من أجل نفسه بل من أجلنا نحن البشر، لأننا به وفيه ننال "نعمة على نعمة" (يوحنا 1: 16).