|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بيلاطس والمسيح الملك وقال له (بيلاطس): أنت ملك اليهود؟ أجابه يسوع: أمِنْ ذاتك تقول هذا، أم آخرون قالوا لك عني؟ ( يو 18: 33 ، 34) سأل بيلاطس المسيح: «أنت ملك اليهود؟» فكان جواب المسيح في منتهى الحرص والحَذَر. لقد كان الجواب سؤالاً: «أمن ذاتك تقول هذا، أم آخرون قالوا لك عني؟». فإن يسوع أراد أن يعرف بأي معنى وُجه إليه السؤال: هل قصد به بيلاطس ما يفهمه الرومان من معنى كلمة ملك، أو ما يفهمه اليهود، لأن الإجابة حتمًا تختلف باختلاف وجهتي النظر. فغضب بيلاطس وقال له: «ألعلي أنا يهودي؟ أُمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إليَّ. ماذا فعلت؟» .. يا للعار! الأمة التي أحبها ولأجلها كرَّس حياته، أسلمته إلى أيدي الأمم. وفي الحال ابتدأ يسوع يجاوب على سؤال بيلاطس من كلتا الوجهتين، من وجهة النظر الرومانية السياسية، ومن وجهة النظر اليهودية الدينية، فقال: «مملكتي ليست من هذا العالم»، إنه لا ينافس إمبراطور روما. ولو كان ينافسه لكان أول أعماله أنه يجمع حوله جيشًا يحرر به بلده من الاحتلال الروماني، ولكان أول واجب على هؤلاء الجنود أن يدافعوا عن شخصه. لكن ثبت أنه عند القبض عليه، لم يكن من جانبه أية مقاومة أو دفاع، بل لقد أمر واحدًا من أتباعه جرَّد سيفه ليضرب به، أن يغمد سيفه كما كان. إن مملكته التي كانت أمامه لا تقوم على قوة أو على مجد أرضي زائل. لكن يسوع وهو ينفي هذا الزعم استعمل كلمة «مملكتي»، فقال له بيلاطس: «أَ فأنت إذًا ملكٌ؟». فأجاب يسوع: «أنت تقول: إني ملكٌ. لهذا قد وُلدت أنا، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل مَنْ هو من الحق يسمع صوتي» ( يو 18: 37 ). هذه هي مملكته. إنها مملكة الحق، وتختلف جدًا عن مملكة قيصر. كان قيصر يسود على أجساد الناس، لكن مملكة يسوع المسيح تسود على القلوب. ومملكة قيصر كانت تتمثل قوتها في جنود وأسلحة وقلاع وأساطيل، أما قوة مملكة الحق فتتمثل في مبادئ روحية سامية. وكل ما عاد على الناس من قيصر مجرد ضمان ظاهري لأشخاصهم وممتلكاتهم، أما ملكوت المسيح فبركاته بر وسلام وفرح في الروح القدس. ومملكة قيصر كأية مملكة بشرية أخرى عاشت أيامها ثم عفى عنها الزمن، أما ملكوت المسيح فليس له انقضاء. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|