اقتصر مرقس الإنجيلي على خلاصة مناداة يوحنا المعمدان، فكان كلامه على ذلك أقصر من كلام متى الإنجيلي (متى 3: 7-10) وأقصر من كلام لوقا الإنجيلي (لوقا 3: 7-15) ومضمون تلك الخلاصة امران:
الأول: ان مقام يوحنا المعمدان دون مقام المسيح، أي انه لم يكن السيد بل العبد، وأن الفرق بينه وبين يسوع المسيح أعظم من الفرق بين السيد وأدنى عبيده.
والثاني: ان خدمة يوحنا كانت استعدادا لخدمة المسيح ودونها، ويظهر ذلك خاصة بمقابلة المعمودية بينهما: يوحنا عمَّد أجساد الناس بالماء، وهو مادة بلا حياة وبلا قوة. وامَّا يسوع فعمَّد نفوس الناس بروح مُحيي غير محدود في القدرة.