فنحن نرى هنا أعظم جميع الأنبياء، الذي ستر صورة الله تحت صورة العبد، وحجب أمجاد لاهوته في حجاب ناسوته، وأتى إلى العالم؛ مكان الخطية والبؤس والموت والدينونة، لكي يُحذر الخطاة العصاة ليهربوا من الغضب الآتي، ولكي يُريهم الطريق الوحيد للخلاص، بالإيمان بشخصه، قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي».
كانت خدمته في الأرض خدمة متواصلة، وكانت أعماله كثيرة حتى إن التلميذ الذي كان يتكئ في حضنه، وصف هذه الأعمال بأنها «إن كُتبت واحدة واحدة، فلستُ أظن أن العالم نفسه يَسَع الكتب المكتوبة» ( يو 21: 25 ).