فقالَ الأَبُ لِخَدَمِه: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه،
واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَماً وفي قَدَمَيه حِذاءً،
" حِذاءً" فتشير إلى لباس الإنسان الحر، الذي يميّزه عن العبَد وبه يُحفظ القدم من وعورة الطريق. إذ كان لبس الحذاء تمييزاً للبنين عن العبيد، لأنهم كانوا حفاة. فالحذاء علامة الحرية بعد عبودية الخطيئة. ويرى القديس أمبروسيوس "أنَّ الحذاء يشير إلى الكرازة بالإنجيل". ويفسِّر القديس أوغسطينوس "الحذاء في القدَّمين هما الاستعداد للبشارة بالإنجيل كي لا نمس الأرضيات".
الحلة، والخاتم والحذاء والعجل المسمَّن لم يكن يقصد بهذه الأشياء أن تسد حاجة الابن وحسب، بل لإعطاء ابنه مركز الكرامة في البيت.
وهذه الأمور الثلاثة قدَّمها السيِّد المسيح للبشريَّة الخاطئة، ليقيم منها أبناء الله الحيّ، الذين يرتدون حلة العرس اللائق بالوليمة السماويَّة، ويحملون خاتم البنوة، ويسترون أرجلهم ويحفظونها من أتربة هذا العالم ودنسه أثناء عبورهم خلال كلمة الكرازة.
إنَّ الله يتعامل معنا، مثلما تعامل هذا الوالد مع ابنه المُتمرِّد. الله يريد خلاصنا. وهذا هو وقت رحمته وخلاصه. فلنقم ونعود إليه.