|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال: ما هو دور العاطفة في الحياة؟ وكيف يتم توجيهها توجيها سليما؟ وهل يمكن ان يتخلص الانسان من غريزه قد ولد بها؟ الإجابة: يحدثنا نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب عن هذا الموضوع من عدة جوانب كالتالي: 1- ما هو مفهوم العاطفة؟ التعريف العلمي للعاطفة: هي اتجاه وجداني، نحو موضوع معين، مكتسب بالخبرات والتعليم. وهنا نتجه بالسؤال إلى أنفسنا إلى من تتجه مشاعرنا؟ وحين تراجع ذاتك تسألها، من هو الإنسان الذي تفرح لرؤيته، تحزن لمرضه تقلق لغيابه، تسر لصحبته، تضيق لآلامه، تبتهج لنجاحه، مستعد أن تقدم بعض التنازلات من أجل أن تحتفظ بعلاقتك به؟ إن تجمع هذه الانفعالات والمشاعر حول محور واحد هو الذي يطلق عليه عاطفة الحب. 2- كيف نشأت تلك العاطفة أو مجموعة المشاعر حول شخص معين؟ هو تكرار المواقف التي أثارت مشاعر البهجة والسرور - حتى يصبح لقاء شخص معين عادة مبهجة، وكأننا نؤكد أن العاطفة وليدة تجارب سارة متكررة ويفسر ذلك حب الطفل الوليد لأمه؛ فهي مصدر الشبع والانتصار على آلام الجوع والعطش.. فهو لا يولد بهذه العاطفة بل هي نتاج التعامل اليومي. ويمكن أن تراجع ذلك في علاقتك التي تغلب عليها عاطفة الحب مع الآخرين. 3- هل يتوقف تكون العواطف عند مرحلة معينة؟ الحقيقة أن العواطف البشرية يظل يتسع نطاقها لتشمل الأخوة في الأسرة، الأقارب، الأصدقاء في المدرسة، الرفاق في اللعب، المجموعة داخل الكنيسة أو الجيران.. ومع الوقت يكون هناك موضوع لحب الله وحب الوطن. 4- هل لباقي جوانب الشخصية أثر في تكوين العاطفة واختيار محورها؟ لأن العاطفة وليدة استجابات في مواقف متنوعة فيكون للخراج الشخصي والذوق الخاص، والقدرة على التمييز وإدراك أبعاد الموقف آثار واضحة على نوعية الاستجابة ومداها، بالإضافة إلى رصيد الخبرات العاطفية السابقة ويمكنك ملاحظة اندفاع بعض الأشخاص بسبب الفراغ النفسي أو العقلي أو الروحي أو ضعف العلاقات الاجتماعية أو الأسرية. 5- هل كل إنسان يحب؟ لقد خلقنا الله جميعًا بدافع طبيعي للبحث عن علاقة بالآخرين فمنذ خلقة آدم بقول الكتاب "ليس حسنًا أن يكون آدم وحده" إن التفاعل مع الآخرين أمر حتمي ليس فقط لإشباع الاحتياجات الجسمية من مآكل ومشرب.. ولكن من أجل ما يسببه من ارتياح. فحاجة الطفل للحنان لا تقل أهمية عن حاجته للطعام.. ويستمر الأمر على نفس الحال باقي العمر، وإن اختلف الأسلوب والنوعية والمصدر. 6- هل يدور الحب حول محور واحد؟ الإنسان يحب الإنسان الآخر ولكن هذا لا يلغى أننا نحب: أ- بعض الأماكن التي نسعد بالوجود فيها.. حجرتك.. مكتبك.. الشاطئ.. ب- دراسات معينة أو قراءات نهواها ونشغف بها، روحيات، أدبيات. ت- الحب لمبادئ معينة يتمسك بها الشخص مثل الأمانة والحق حتى يضحى من أجلها. ث- حب لوحة رسمها أو اقتناها - أو هدية ارتبطت بذكرى أو شخص مهم. ج- حب العمل ومعروف عن شخصيات كثيرة تفانيها حبًا لما تقوم به من أعمال. ح- حتى حب الحيوان! وقد أثبتت الدراسات على السنين أن من يقتنى حيوان يحبه سواء كان كلب، قطة، سلحفاة، حصان، ببغاء.. أو نباتات يرويها ويرعاها أطول عمرًا. 7- هل الحب يلغى أو يقتل بعضه بعضًا: هناك ما يسمى العاطفة السائدة وهي تكون أهم العواطف في حياة شخص معين، ولذلك تنتظم باقي العواطف في ركابها أو تخضع لتوجيهها: - نلاحظ هذا في حياة أب له ابن مصاب فيضع كل الأمور والأشياء الأخرى في خدمة إنقاذه.. رغم أنه أصلًا يحب وظيفته، يحب المال، يحب نفسه يحب باقي البناء.. ولكن يسود عليه هذا الحب. - ويمكننا ملاحظة ذلك فيمن طغى عليهم حب الله حتى تركوا كل شيء وتبعوه. - وهناك من ضحوا حياتهم من اجل أوطانهم أو مبادئهم.. - وهناك من طغى عليه حب المال حتى باع الأهل والأصدقاء والمبادئ وحتى كرامته.. من أجل حب المال. - من طغى عليه حب رومانسي أو شهواني متى دمر حياته مثل مجنون ليلى، أو حتى انتحر مثل رواية روميو وجوليت، أو ما نسمعه حاليًا عن رؤساء دول، أو عن فتيات مصريات أحببن الفنان عبد الحليم حافظ وانتحرن يوم وفاته! 8- هل الحب كله دمار؟ هل له من فائدة؟ إن العواطف المعتدلة الصادقة هي التي تعطى الفرد إحساسه بالحياة وصفته كإنسان، واعتدال الفرد في استخدام عواطفه هو أهم علامات الاتزان النفسي، كما أن للعواطف آثار حسنة فهي تلعب دورًا هامًا في إبداع وابتكار الفنانين وتمثل دافعية قوية لخدمة الغير، والتفاني في مراعاة من يحتاج إلى الرعاية. لكن للعواطف آثارها الضارة أيضًا فالعواطف القوية بصورة مبالغ فيها تؤثر تأثيرًا سيئًا على الجسم والنفس، فمنها ما يؤدى إلى الأرق المضني كما يؤدى إلى الانشغال عن باقي الأهداف الهامة في الحياة مثل التعليم، العمل، والعبادة.. وقد تؤدى إلى التوتر والاكتئاب إذا حدث عائق اجتماعي في مواجهة تحقيقها، وتستحوذ على الطاقة الجسمية والنفسية وتؤدى إلى عدم التركيز وتوقف الإنجازات الأخرى. 9- هل حب الجنس الآخر خطية أم هزيمة اجتماعية؟ يقول بولس الرسول للقديس تيموثاوس "أما الحدثات فعاملهن بكل طهارة كأخوات". واضح أن هناك شرطين: الأول هو أن يكون الحب طاهرًا لا تطغى عليه الشهوات، والثاني أنها محبة أخوية لمجموعة كبيرة وليس واحدة تتحول إلى علاقات عاطفية عنيفة يصعب الانتصار عليها أو ضبطها.. ولها نتائجها على حياتنا الروحية إذا طغت الجوانب الجسدية، وأيضًا لها نتائجها الاجتماعية فهي إساءة إلى سمعة كل الأطراف، ولها آثارها النفسية فالعلاقة السطحية يمكن نسيانها ولكن إذا تعمقت يصعب إزالتها وتصبح مشكلة حين يتباعد الأطراف لأي سبب. 10- هل هناك قدرة على ضبط الحب أو العاطفة؟ في بداية العلاقة يتحكم الإنسان في عواطفه بسهولة، إذا أراد إذ تلعب إرادة الإنسان دورًا هامًا في تحكمه في العديد من مواقف الحياة - ولكن بعض الشباب يريد أن يحب.. فهنا إرادة الضبط غير فعالة. كلما زادت العلاقة عمقًا أو فترة زمنية، يصبح التحكم أصعب، يحسن أن يعمل الإنسان عقله من البداية. وقد تحدث الكتاب المقدس عن الحب في أفسس 5 التي تقرأ في كل إكليل عن العلاقة بين الرجل وامرأته، ولذلك على كل منا -شاب وشابة- أن يدخر حبه للذي يتزوجه. فكلما قوى الجانب الروحي، الجانب العقلي، الهدف الشخصي تزداد القدرة على توجيه العاطفة وضبطها والرب يعين. وأخيرًا نختم بإجابة لقداسة البابا شنوده الثالث: 11- هل يمكن لإنسان أن يتخلص من غريزة قد ولد بها؟ الإنسان لا يقضى على غرائزه، إنما يحسن توجيهها، فالغريزة الجنسية مثلًا عبارة عن طاقة وحب وعاطفة. فإن أحسن الإنسان توجيه ما عنده من طاقة وحب وعاطفة، بأسلوب سليم، حينئذ لا يتعب من الغريزة الجنسية. لأن الذي يتعب الإنسان ليس هو الغريزة، إنما انحرافها. الغضب مثلًا يمكن توجيهه إلي الخير، بغير عصبية، فيتحول إلي طاقة بناء وليس إلي هدم. وعنه تصدر النخوة والشهامة، والدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم. كل ذلك بأسلوب روحي، ودون الوقوع في خطية، ويحسن استخدام الألفاظ. مثلما قال الكتاب "اغضبوا ولا تخطئوا" (سفر المزامير 4:4). لذلك أبحث عن الأخطاء التي تسبب لك انحرافات في غريزة ما، واعمل علي علاجها. واعرف أن الله لم يضع في طبيعتنا شيئًا خاطئًا، حينما خلقنا. إنما وضع فينا طاقات، لنستخدمها حسنًا. سؤال: هل الإحتلام يعد خطية؟ على الرغم من أنه يحدث في وقت النوم؟ الإجابة: الاحتلام -بالنسبة للشاب- هو أن يفيض منه سائل منوي أثناء النوم، وهو على نوعين:
وكلا النوعين من الاحتلام تعتبره الكنيسة فطرًا، ولا يصح للمحتلم أن يتناول صبيحة احتلامه من الأسرار المقدسة، بل على حسب حكم سفر اللاويين، يبقى نجسًا إلى المساء (لاويين 15) كما لا يصح له أن يدخل الهيكل أو يلمس الأواني المقدسة، وإن كان هذا الاحتلام لا يمنعه من الصلوات العادية والعبادة الخاصة. وإن كان يستحسن أن يغتسل ويغير ملابسه الداخلية. وللمُتْعَبين من الاحتلام نضع النقط الآتية: 1- هناك احتلام يأتي من شهوات جنسية مختزنة أو مكبوتة، أو من صور خاطئة لاصقة بالعقل الباطن أو من ذكريات أو أخبار نجسة عالقة بالذاكرة. وكل هذه الأمور تحتاج إلى علاج روحي أثناء النهار. ويمكن أن يهتم الإنسان في النهار بتفادي أسباب الخطية التي يحلم بها، وإذا أكملت طهارة الإنسان في حياته الواعية، فمن النادر أن يحلم حلمًا نجسًا، بل إذا أتاه حلم كهذا لا يحتمله ويستيقظ. 2- هناك احتلام يأتي نتيجة أسباب جسدية مثل كثرة الطعام، أو زيادة الأطعمة الدسمة، أو كثرة النوم، أو إعطاء الجسم راحة أكثر مما يحتاج، أو النوم على فراش ناعم أكثر من العادي. وهذا السبب من السهل علاجه، والذين يتقنون السهر والصوم يقل احتلامهم. 3- وقد يتسبب الاحتلام هم طريقة النوم، كأن ينام إنسان على ظهره فيسخن عموده الفقري، أو ينام على بطنه فتسخن أعضاؤه التناسلية، والوضع الصحيح هو النوم على الجانب الأيمن. 4- وقد يكون السبب هو الملابس الداخلية، والمفروض فيها أنها لا تكون ضاغطة على أعضاء الجسم الحساسة. 5- ولاتقاء الاحتلام، يحسن عدم الشرب كثيرًا قبل النوم لتفادي امتلاء المثانة البولية. 6- ويحسن أيضا عدم الذهاب إلى الفراش إلا إذا كان محتاجًا فعلًا إلى النوم. 7- وتفيد جدًا الصلوات الكثيرة قبل النوم، حتى يتقدس فراشك بالصلاة وتحيط بك الملائكة أثناء نومك وتحفظ عفتك. وعلى العكس من ذلك، فإن الأفكار الدنسة التي قد تشغل الفكر قبل النوم، تسبب له أحيانًا احتلامًا أثناء نومه. 8- على الإنسان أن يحترس أيضًا في أغطيته وهو نائم، ولا يدعها تحتك بجسده. كما يحترس من البرد الذي يجعله ينكمش انكماشًا على نفسه.. وأيضًا الدفء الزائد قد يسبب احتلامًا. 9- وقد يتسبب الاحتلام عن خوف زائد منه، يجعله شاغلًا للذهن بطريقة مبالغ فيها! 10- وقد يأتي الاحتلام عن حرب من الشيطان يريد بها أن يزعج الإنسان، أو أن يحرمه من التناول من السرائر الإلهية، أو أن يسقطه في اليأس، أو أن يقدم له أفكارًا نجسة تحاربه فيما بعد.. والآباء ينصحون بعدم تذكار الأحلام الرديئة التي حروب بها الإنسان في نومه، لئلا تكون له حربًا في يقظته. فقد قال القديس يوحنا الدرجي: "لا تفكر في اليقظة ما تخيلته من النجاسة في المنام، فهذا هو غرض الشياطين من الأحلام الدنسة". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|