البابا شنودة الثالث
في معاملة الرب للسامرية:
لم يوبخها على خطاياها وسيرتها البطالة. ولم يلق عليها درسًا في التوبة والعفة.. إنما بكل لطف، حدثها عن الماء الحي، وعن السجود لله بالروح والحق (يو 4: 14، 23) زوجها. إنما علاقة ذلك الرجل بها، علاقة لا توصف إلا بكلمة جارحه لم يسمح الرب أن يقولها لكيلا يخدش شعورها. بل قال "حسنا قلت إنه ليس لكِ زوج. لأنه كان لكِ ذلك خمسة أزواج. والذي لكِ الآن ليس زوجك. هذا قُلْتِ بالصدق" (يو 4: 16 - 18).
وهكذا جعل الاعتراف المتعب بين مديحين: سبقه بعبارة مديح هي "حسنا قلتِ" وختمه بعبارة مديح "هذا قلت بالصدق".
فعلى الرغم من حياتها الخاطئة، وجد فيها شيئا يستحق المديح، فمدحها عليه. وبهذا اللطف أقتادها إلى التوبة، بل إلى الإيمان أيضًا، وإلى التبشير بهذا الإيمان.. فقالت له المرأة "يا سيد، أرى أنك نبي". وذهبت تبشر به بين شعبها قائلة "تعالوا أنظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح" (يو 4: 29).. وهكذا كسبها المسيح وكل أهل مدينتها إلى الإيمان (يو 4: 42).