البابا شنودة الثالث
إن القلب العامر باللطف، يكسب الناس بلطفه.
لقد استطاع الرب أن يكسب زكا العشار، والمرأة السامرية، والخاطئة المضبوطة في ذات الفعل، وتلك التي بللت قدميه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها.. كل أولئك كسبهم باللطف. عاملهم بلطف. لم يوبخ أحدًا منهم، ولم يستخدم التوبيخ والكلام القاسي.. ما أشد قسوة بعض (المتدينين) في معاملتهم للخطاة، أو من يظنونهم خطاة..! وما أكثر ما يستخدمون من عبارات جارحة في توبيخهم! ويحسبون أن هذا غيرة مقدسة منهم وشهادة الحق! وأنهم يقودونهم بهذا إلى التوبة. ولكن السيد المسيح لم يكن هكذا، بل قيل عنه:
"لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 20) (إش 42: 3).