أنّ هذه خطيئة الجديف غير قابلة للغفران بطبيعتها لأنّها تفتقر إلى المقوّمات التي يرتكز عليها غفران الخطايا.
فإنّ هذه الخطيئة لا تُرتَكب حين يقوم إنسان ما بالتفوّه بكلام نابٍ على الروح القدس؛ إنّما جوهر هذه الخطيئة يكمن في رفض الإنسان تلقّي الخلاص الذي يقدّمه الله الآب للإنسان بواسطة الروح القدس باستحقاق ذبيحة الابن على الصليب.
إذا رفض الإنسان كشف خزي الخطيئة، هذا الكشف الآتي من الروح القدس، والذي يحمل طابعًا خلاصيًّا (يوحنا 16: 8)، فإنّه يرفض في الوقت نفسه مجيء الروح القدس. هذا المجيء يتجسّد من خلال السرّ الفصحى باتّحاد مع قوّة الخلاص لدم الربّ يسوع المسيح،
هذا الدم الذي "يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأَعمالِ المَيْتَة لِنَعبدَ اللهَ الحَيّ" (العبرانيين 9: 14).