منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2022, 07:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,838

مار يوسف كان على مثال خطيبته البتول يصغي ويحفظ




ان يسوع المسيح هو اله خفي و لا يكلم النفوس إلاٌ في الخلوة .فمن أراد أن يحيا متحداً بهذا المخلص الالهي وان يمجده بأفعاله وفضائله ، عليه قبل كل شيئ ان يهرب من ضوضاء العالم وبلباله يُعٌود نفسه الاختلاء المقدس المقبول جدا في عيني الله .تلك كانت حياة القديس يوسف وقد تعلمها من يسوع ومريم وقدرها حق قدرها فأضحى مثالاً و معلماً للحياة الروحية كما أعلنت ذلك الكنيسة المقدسة .فلنتوسل اليه كي يطلعنا على عذوبة أسرار هذه الحياة الممتلئة ثواباً في عيني الله و التي اضحت ، لسوء الحظ ،في أيامنا لا قيمة لها ولا قدر .ان الحياة الروحية الباطنة هي حياة سكوت و صلاة و تجرد . انها تفترض السكوت

اولا : اي تجنب الكلام الكثير مع البشر والاصغاء في الباطن الى الله الذي لايسمع صوته في الضوضاء . وقد عرف مار يوسف ضرورة الصمت ومارسه .فكان يفتكر كثيرا ويتكلم قليلا بل نادرا . لذلك فالانجيل المقدس ما نقل عنه و لا كلمة .ولم ينقل شيء من محادثته مع الرعاة او المجوس في بيت لحم ولا مما قاله لسمعان الشيخ ولحنٌة النبيٌة في الهيكل ولا مما تكلم به مع الملائكة الذين كانوا يزورونه مراراً ويبلغونه أوامر السماء .فكان على مثال خطيبته البتول يصغي ويحفظ في قلبه ما كان يسمعه ويهذبه .

ثانياً :الصلاة لاسيما الصلاة العقلية التي ترفع العقل والقلب الى السماء وتذكرهما بحضور الله وعلى هذا النسق كانت صلاة مار يوسف المتسامي بالاتضاع فأنه كان ينظر الى يسوع فيكلمه بنظره وبقلبه أكثر مما بشفتيه .لعمري انه ما كان ينفك مقدماً الشكر لله والتسبحة لعزته على احساناته ومع ذلك كله فلا نعرف له تسبحة كما لزكريا ولا تعظمة كما للعذراء ولا تسلمة ذاتية كما لسمعان الشيخ .ان الحياة الباطنة تفرض
أخيراً : التجرد عن الخلائق لان من أراد ان يكون لله وجب عليه ان يتمتع بهذا العالم كمن لايتمتع به و ان لا يعلق قلبه بما ينقص فيه حبه لله . وعلى هذا النحو كان مار يوسف فانه كان راضيا فرحاً برفقة يسوع ومريم ،فما كان يريد ان يرى سواهما و لا ان يسمع غيرهما .وكان يجد في بيته عظم التسلية ما كان يرغبه عن مغادرته . و لعمري ماذا كانت تهمه أباطيل العالم وخيراته الكاذبة على حين انه كان حاصلا على اثمن ما في السماء والارض؟فياأيتها النفوس التقية ، يامن تحبين الصمت و الصلاة والتجرد،هو ذا مثالك ،ضعيه نصب عينيك ولا تفقديه قط .و بعدما عرفنا الحياة الباطنة لنتعلم من يوسف ايضا افعالها وممارستها .ان همه الوحيد كان ان ينظر الى الله وان يُصغي اليه ، وان يتأمل فيه ويعمل كل شيء لاجله . وفي هذا قائم أهتمام كل نفس ترغب في الحياة الباطنة .لعمري ان هذا القديس وضع موضع العمل مشورة الرب القائل :” سر امامي وكن كاملا “فكانت عيناه معلقتين دوماً على يسوع فكان يحمله بين ذراعيه او يقوده بيده ولما ترعرع يسوع كان يرافق يوسف الى حانوته ويشاطره شغله ويجلس على مائدته ويتبعه في اسفاره . فكان يسوع في كل آن ومكان نصب عيني يوسف .فما أعذب ذكر حضور الله على النفوس التقية وما أفيده لها .لم يكن يكتفي يوسف بنظره الى يسوع بل كان ايضا يُصغي الى تعاليمه باحترام عظيم . فكان يقبل اقواله العسجدية قبول وحي الحكمة الالهية وكان يجد فيها النور لازاحة شكه والتسلية لتفريج احزانه والقوة لاحتمال مصائبه .وعندما كان يسوع صامتا كان يوسف يتأمله ويصغي اليه في قلبه. اخيرا ان يوسف كان يقرن العمل بالتأمل .فكان يسوع قبلة اعماله كلها ومحط سائر آماله .فاذا اشتغل او تعب او سافر او سهر فذلك كله كان ليسوع وبيسوع خصص حياته وكل قواه .فياللدرس البليغ للنفوس العابدة ! منه تتعلم ان تسير بحضرة الله وتطيعه بسرعة وتهذبه وتفعل كل شيء لمجده الاعظم .وياله مرشدا حكيما اعطاه الله للانفس العطشى الى الاختلاء والوحدة فالطوبى لمن وضع نفسه تحت قيادة هذا المرشد الفطن واتخذه مثالا له ،فانه سرعان مايشعر بتقدم ونجاح في طريق الكمال الباطني . فخراباً خربت الارض لانه لايوجد من يتأمل ويتفكر في قلبه .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كان يوسف مثال للبر
يوسف لم يشأ أن يشهر خطيبته
يوسف الذي لاحظ على خطيبته أعراض الحمل
ماذا كان تفكير يوسف خطيب مريم، بعد أن عرف أن خطيبته حامل؟
يوسف مثال للمسيح


الساعة الآن 02:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024