جاء يسوع ليوبّخ اليهود منوَّهاً إلى أرميا النبي لاهتمامهم الزائد بالشكليات الخارجية. حيث لم يعُد الله يرضى عن شعائر العبادة التي لا تؤثِّر في الحياة العادية المليئة بظلم الضعفاء والسرقة والكذب.
وحيث أن معاصري يسوع أفسدوا الغاية التي من اجلها أقيم الهيكل، كما فعل معاصرو ارميا الذي وُهب لهم هذا الهيكل ليكون مكان التشفع والغفران (1ملوك 8: 3-40) فجعلوا منه مأوى عن غضب الله وضماناً لهم للإفلات من العقاب.
وهكذا جاء يسوع يؤسس العبادة الحقيقة بدلا من عبادة المال، لان محبة المال تفسد نقاوة العبادة كما جاء في تعليم بولس الرسول "بعض القوم فَسُدَت عُقولُهم فحُرِموا الحَقَّ وحَسِبوا التَّقْوى وَسيلةً لِلكَسْب.لأَنَّ حُبَّ المالِ أَصْلُ كُلِّ شَرّ" (1 طيموتاوس 6: 5-10).
أمَّا العبادة الحقيقية التي يريدها الله فهي الطاعة لكلمته "اِسمَعوا لِصَوتي فأَكونَ لَكم إِلهاً وتَكونوا لي شَعْباً" (ارميا 7: 23) ولا تكتمل هذه العبادة في الهيكل، ولكن في الحياة اليومية.