|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأب وابنه الأكبر: «خَرَجَ يَطْلُبُ إِلَيْهِ». لم يدخل الابن الأكبر البيت بعد أن عرف سبب الاحتفال البهيج، فترك أبوه الوليمة والضيوف وابنه التائب، وخرج إليه يرجوه أن يدخل، لأن سعادته لا تكمل إلا وولداه معه في بيته. مع أن الواجب كان أن الابن الأكبر يدخل ليشارك أباه وأخاه فرحة التوبة والعودة. قال الأب للابن الأكبر: «يا بنيَّ» فذكَّره ببنوَّته ودعاه ابناً مع أنه لم يدعُه أباً، لأنه أراد أن يطفئ نار الغضب داخله على أبيه، ونار الحسد والغيرة من أخيه. ثم قال له: «أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ» فذكَّره بصُحبته وإقامته الدائمة معه في البيت. إنه لم يغِب عن أبيه، ولم يذُق مرارة الفراق، ولا وصل إلى حافة الهاوية، فلم يكن هناك ما يدعو إلى احتفال خاص به، بعكس الأمر مع الأخ الأصغر. وقال له: «وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ» فذكَّره بممتلكاته، وأنه لا داعي لخوفه من قسمةٍ أخرى للمال، فقد أخذ الأصغر نصيبه، وكل ما تبقّى الآن هو للأكبر. وختم الأب حديثه بقوله: «وَلٰكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هٰذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ» فذكَّره بضرورة تغيير موقفه الفكري من نحو أخيه الراجع، لأن الضال وُجد والميت عاش، فالأخ أخوه أينما كان، ولا يمكن أن تنقطع صلة الرحم، ومن الأبهج له أن يكون أخوه داخل البيت عن أن يكون ضالاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|