اليوم نعيّد لعيد صاحبة الكنيسة وجميعنا ماثلون أمام عرش واحد وحيد قائم وهو العرش الذي يجلس عليه إلهنا. ولكن كما يقول الكتاب المقدس فإنّ الله يسكن في قدّيسيه*، ليس في الأماكن المقدسة فقط، بل في قلوب وعقول الذين تنقّوا بالجهاد والنعمة، في حياة القديسين وفي أجسادهم. واليوم نعيّد لعيد من هي أقدس من كل القدّيسين وهي والدة الإله. هي قد رقدت رقاد الموت الأرضي ولكنها كما كانت حيّة حتى أعماق طبيعتها، هكذا بقيت حيّة، حيّة بروحها الصاعدة إلى عرش الله، حيّة بجسدها القائم الذي تقف به الآن تتشفـّع لأجلنا. إنها عرش النعمة، وقد سكن فيها الإله الحي، وكان في أحشائها كما على عرش مجده. فبأي ّامتنان وبأيّ تعجّب نتأمل فيها، التي هي ينبوع الحياة كما تدعوها الكنيسة ممجّدة إياها من خلال إحدى إيقوناتها، والتي حياتها الأرضية تنتهي وهي محاطة بمحبّة الجميع.