بعيداً في الغآبة، تواجد أسدٌ نائم، وأثناء قيلولته إذ به يتفآجئ بفأرٍ يلعبُ حول جسده، فاستيقظ الأسدُ على الفور وأمسكه من ذيله، وبدأ صديقنا الفأر بالتوسل للأسد بأن يعفوا عنه ويتركه هذه المرة فقط قائلاً للأسد : “أعدك يا سيدي الملك بأنّك إن أطلقت سراحي فسأساعدك إن احتجت إلي”..
وهنا أخذ الأسد في الضحك من هذا الفأر ساخراً منه، وأطلقه وهو يقول له : “سأدعك أيُّها الفأرُ لأرى كيف سأحتاجُ إليك”. ولم تمضِ فترةٌ طويلة، حتى وقع الأسد في شرك أحد الصيادين وقيدوه بالحبال حول شجرة..
فسمع الفأر زئيرَ الأسد وهو يستغيث، فأسرع الفأرُ ليقضم الحبل الذي يلتفُّ حول جسد الأسد وبالفعل تمكّن الفأرُ من قطع الحبال وتحرير الأسد..
وهنا قال الأسدُ للفار : “لم أظنَ بأنّي قد احتاجُ لمساعدة قارضٍ صغيرٍ مثلك، اعتذرُ منك ياصديقي، وصدق من قال – يضع سره في أضعف خلقه”.