|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اجتمع شملٌ غفيرٌ من الحيوانات ذات مرةٍ في قلب أحد الغابات الهادئة ليعرفوا من يتمتع بأجمل أسنان.. وإذ بصديقنا الحمار ينهقُ بصوتٍ عالٍ وهو يُشير إلى أسنانه قائلاً : “لديّ أسنانٌ يُمكنها أن تمضغ الحشيش والتبن بكل سهولة، ومن خلال اسناني فقط يستطيع الإنسان معرفة عمري”. يُسمّى صوتُ الحمار بـ “نهيق” استشاط القندس غضباً من كلام الحمار وهو يقول : “كلا أيها الحمار، فإنّ لأسناني الأمامية الطويلة القوية والتي تكسر أعتى أغصان الأشجار قدرةً لا يمتلكها حيوانٌ آخر، فهي تنموا على الدوام إذا انكسرت، لذلك فهي الأفضلُ بينكم”.. للقندس قدرة غير عادية على السباحة, ويرجع ذلك لذيله الطويل العريض. وإذ بالتمساح يُباغتُهُ بنظرةٍ مُخيفةٍ قائلاً بصوتٍ منخفض : “كلا أيُّها الصغار، فأنا من يمتلك أجمل الأسنان بينكم، انظروا إليها كيف تبدوا حآدّةً كسيوف الساموراي”. جلد التمساح ياصغاري من أثمن الجلود في العالم، إذ يستخدم في صناعة أرقى الأحذية والحقائب اليدوية. انطلقت أسماكُ القرش قائلةً : “إنّ أسنانا هي الأجمل بينكم، فهى أحدُّ من شفرات الحلاقة، وفوق ذلك، فإنّنا نمتلك مجموعة أسنانٍ إضافية، وبذلك لا نهتم بسقوط أحد الأسنان أو حتى بانكسارها”.. إن أسماك القرش هي الكائنات الوحيدة التي لا تحتوي على عظام، بل غضاريف قوية جدا. وما أن سمع الخنزيرُ البريُّ كلام أسماك القرشٍ حتّى أردف قائلاَ : “يبدوا بأنّكم لم تُشاهدوا أنيابي القويةَ بعد، إنها سلاحي الفتّاك في وجه كُل من يُزعجني من حيوانات الغآبة”. وبدأت فاحت لأفاعي قائلةً : “إنّ لدينا أخطر الأنياب على الإطلاق، فبعضةٍ واحدةٍ بإمكاننا نحنُ الأفاعي أن نحقن أجسادكم جميعاً بالسُّم” .. يُسمّى صوتُ الافاعي بالـ “الفحيح” فصرخت على الفور سمكة الكاريبي بعد أن أخرجت رأسها من الماء قائلةً : “إنّ أسناني وإن كانت صغيرة إلّا أنّها شديدة الخطورة، فرغم صغرها إلّا أنّها حآدةّ جداً، فأنا وأصدقائي لا نترك من الأسماك التي نقابلها إلا العظام فقط”. انتزعج الفيل وأصدر صوته العالي قائلاً : “أنا من يمتلك أجمل الأسنان وأكبرها بينكم، إنّ أنيابي أطولُ من الإنسان وأضراسي أشدُّ صلابةً من الحجارة”. نظرت أسماك (المرلين الشراعي) باستهزاءٍ قائلةً : “نحنُ من يمتلك أجمل الأسنان بينكم، فإنّ أنيابنا هي قرون لولبية طويلة وقوية وجميلة ايضاً”. وهنا سمعت الحيواناتُ صوتاً غريباً، وإذ به صديقنا الفرخ الصغير (الكتكوت) يقول : “أنا أيضاً لدي سنٌّ جميلٌ فوق منقاري الجميل، انظروا أيتها الحيوانات إلى هذا النتوء الجميل، إنه سني الذي به كسرت قشرة البيض وخرجت”. وبعد أن انتهت الجدة من القصة، تساءلت ريم و كريم ضاحكين : “هذا رائع، ولكن ماذا بالنسبة لنا نحن البشر؟ فنحنُ أيضاً لدينا فراغُ السنّ المخلوعة وهو الأجملُ والأروعُ بين المخلوقات”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|