لم يتركها الله في حيرة من أمرها، فأتى جوابه لها بالكامل على لسان ملاكه، مظهراً ثقته الكبرى بها، كاشفاً للبشريّة جمعاء وجه مريم الحقيقي: * المرأة المسؤولة: أعطاها الحقّ في تسمية المولود القدّوس ("سوف تسمّينه يسوع") على عكس عادة المجتمع الذكوريّ اليهوديّ الذي كان يعطي الحقّ للوالد، فقط، في تسمية مولوده. * حوّاء الجديدة: المسؤولة عن تقديم الخلاص، بافتتاح صفحة جديدة من تاريخنا، خُطَّتْ فيها معاهدة صلحٍ أبديّة بين الله والإنسان وخُتِمَت بكأس الحبّ الإفخارستيّ. * الأمّ البتول الشجاعة: مؤمنة بمحبّة الله وخوفه على أبنائه، فهمت قَصْده (قصد الله) من البشارة، بعد أن أنار لها السبيل الذي تبحث عنه،
كي تبقى أمينة على الوعد ببتوليّتها ("إنّ الروح يحلّ عليك وقدرة العليّ تظلّلك")، فتجلّى ذلك في إجابتها المقتضبة الواثقة، المتضمّنة قبولها مشروع الله بإيمان مطلق بما قاله لها