الأب فَريون: ((العذاب، على صعيد الكيان، نقيصة. أمّا على صعيد المحبة فهو خّتْمُ الكمال.)) لا، لم تكن حياة العذراء مريم سهلة. لا، ولا يجوز اعتبار الحَبَل بلا دنس على الطريقة الجَنسِينيّة، أي طهارةً أدبيّة ليس إلاّ. الحَبَل بلا دنس هو استيلاءٌ لله على الشخص، وقبولٌ من ذلك الشخص، في الإيمان، للاشتراك في التدبير الإلهي المُعلَن له تدريجيّاً. مريم، الحَبَل بلا دنس، بقيتْ ((على طبيعتها)) النقيّة البريئة، فاشتركت في التدبير الإلهي. أمّا نحن ((المطبوعين)) بالخطيئة، فكم ينبغي لنا من ((تنقية)) لنشترك في التدبير الإلهي!... من شأن ذلك أن يوقظ أولئك الذين، بحُجّةِ أنه لهم أن يكونوا ((على الطبيعة)) أو ((من هم)) (etre soi-meme)، يتعرّضون لعدم الاشتراك في التدبير الإلهيّ، بتسليطهم على من في جيرتهم كلَّ أشواك طبعهم. فبحُجّةِ العَفَويّة تراهم ساخرين، شرسين، مؤذيّين، أو قليليّ الذوق.