لمّا كان أنّ الله وحده، على حدّ قول القديس مكسيميليان كولبي، ((يُدرك تماماً معاني الحَبَل بلا دنس وأبعاده))، فإنني لا أتوقّف عند ما يعني هذا السر لمريم، بل عند ما يعنيه لنا.
يقول الأب سرتيّانخ إنّ ((الزنبقة ليست بيضاء إلا في رأسها. أما العذراء فبيضاء هي من جِذر الحّبّل حتى اكتمال المجد. هذا الامتياز الفريد الذي أنعم الله به على مريم هو، في النيّة الإلهيّة، كنزُ الجميع... إنّه يتناسب وشيئاً ما في طبيعتنا. هذا الشيء هو الميل إلى ما هو سليم وكامل، إلى ما يوحي به للشاعر الغيمُ الأبيض في الفضاء، أو الثلجُ ((النقيّ))، أو زهرة الليمون، أو فراشة الربيع، أو نور الضحى... فيا أيّها الشعاع الذي صار امرأة، يا مريم، أنت غيمةُ بخورٍ تنتشر في أجوائنا. أنتِ فيض عطورٍ يحاذي دروبنا. بفضلك لم نَعُدْ نجهل نِعَم الفردوس. ومن نقائك الفطريّ نتعلّم قيمة النقاء المستعاد.))