|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقاومة اليهود "فقال اليهود للذي شُفي: إنه سبت. لا يحل لك أن تحمل سريرك". [10] تخاصم معه القادة واتهموه أنه كاسر للسبت. حسبوا في ذلك العمل تدنيسًا للسبت،وإذ يمارسه علنًا في وسط المدينة وعمدًا فإنه مستحق للرجم. ولم يدركوا أن حسدهم وبغضهم للسيد المسيح هو الذي يدنس سبوتهم وأعيادهم. ذهب السيد المسيح إلى المفلوج ليهبه حياة جديدة وإمكانيات جديدة، وها هم الرؤساء يستدعونه ليجدوا علة للموت. وكما يقول المرتل: "الشرير يراقب الصديق محاولًا أن يميته" (مز 37: 32). "أجابهم: إن الذي أبرأني هو قال لي: احمل سريرك وامشِ". [11] جاءت إجابة المريض تشهد للسيد المسيح، بقوله: "الذي أبرآني هو قال لي احمل سريرك وامشِ" [11]. لم يلقِ بالمسئولية على السيد المسيح، ولا أراد أن يحول اتهام كسر السبت عليه، إنما يؤكد أن ذاك الذي له قوة الشفاء بهذه الطريقة الفائقة لا يمكن أن يخطئ الأمر، ولا يمكن أن يصنع شرًا. أطعته لأني أثق في قداسته وبرِّه. ذاك الذي له سلطان على الأمراض المزمنة بطريقة تفوق الطبيعة يستحيل يُحسب كاسرًا للناموس. ذاك الذي له هذا الحب والحنو، لا يمكن إلا أن يكون منفذًا للناموس الذي يكمل بالحب العملي. الحياة التي دبت فيه كانت بلا شك أثمن بما لا يقاس من التنفيذ الحرفي لحفظ السبت. لهذا ترك تفسير حفظ السبت لذاك الذي وهبه هذه الحياة الجديدة التي اختبر فيها الراحة. *لما كان اليوم سبت، غضب اليهود في جهلٍ، إذ كانوا مرضى بغلاظة الحرف، فكانوا مقيدين أكثر من المفلوج بالحماقة الملتصقة بهم... كانوا مفلوجي الفكر، ضعيفي السلوك، هؤلاء الذين يٌقال لهم بحقٍ: "شددوا الأيادي المسترخية والركب المرتعشة" (إش 35: 3). لكنهم استشاطوا غضبًا، زاعمين أنه ينبغي حتى على واهب الناموس أن يكرم الناموس(580) القديس كيرلس الكبير *لم يخالف المخلع قول المسيح، لذلك شُفي في الحال وحمل سريره ومشى. وما كان منه بعد ذلك فهو أعظم بكثير، لأن قبوله ما أشار به المسيح في البداية لم يكن فعلًا مستعجبًا، إذ لم يكن له مغيث يغيثه، لكن لما أحاط به اليهود من كل جهة اشتد جنونهم ولاموه وحاصروه، وقالوا له: "لا يحل لك أن تحمل سريرك". فلم يصغِ إلى جنونهم، لكنه نادى بالمحسن إليه في وسط محفلهم بمجاهرة كثيرة. اسمع ما قاله لهم: "إن الذي أبرآني هو قال لي احمل سريرك وامشِ"، فقارب أن يقول لهم: قد اشتمل عليكم الجنون إذ تأمروني ألا أحتسب من أراحني من مرض طويل معلمًا، ولا أطيع جميع ما يأمرني به. على أن المخلع لو أراد أن يسيء فعله كان ممكنًا أن يقول قولًا غير هذا، كأن يقول: إن كان فعلي هذا خطأ فانسبوا الخطأ إلى من أمرني به. إلا أنه لم يقل هذا القول، ولا سألهم عفوًا، لكنه بصوت بهي أقر بالإحسان البالغ إليه، ونادى به بعزم واضح، قائلًا:"إن الذي أبرآني هو قال لي احمل سريرك وامشِ". القديس يوحنا الذهبي الفم "فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احمل سريرك وامشِ". [12] بسؤالهم حاولوا إهانة السيد المسيح ليس فقط بظنهم أنه مجرد إنسان، إنما وضعوا السؤال بطريقة تحمل استخفافًا به: "من هو الإنسان...؟" بمعنى أنه لا وجه للمقارنة بين هذا الإنسان الذي شفاك وبين الله واضع الناموس. *تأمل كيف كان كلامهم بمكر وافر، لأنهم لم يقولوا للمفلوج من الذي جعلك معافى، لكنهم صمتوا عن هذا القول، وذكروا العمل الذي يحسبونه معصية، وقالوا: "من هوالإنسان الذي قال لك احمل سريرك وامشِ". القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|