عاش مار نيقولاوس، وهو أسقف، حياة الناسك الزاهد العابد المتقشف. فكان يتشح بإسكيم الرهبانية ويلبس الصوف الخشن على جسده تحت الحلة الأسقفية الزاهية، ويواظب على الصلاة ليل نهار، ولا يتناول إلا وجبة واحدة من الطعام البسيط طوال اليوم، كما أنه لم يذق طعم اللحم أبداً. وأنعم اللّـه عليه بالحكمة في تدبير رعيته، فكان يسوسها بإيمان وبمخافة الرب، وكم حاجج الرب بصلوات حارة طالباً إليه أن يعفيه من حمل رسالة الأسقفية مقدراً جسامة المسؤولية. فظهر له الرب يسوع في حلم وخاطبه قائلاً: لا تخف يا نيقولاوس فإنني لا أتخلى عنك طالما أنت مكمّل واجبات الأسقفية بصدق وأمانة.
وكان اهتمام مار نيقولاوس بالفقراء من رعيته، ظاهراً وملموساً، وهو بذلك كان يمثل عناية اللّـه تعالى بالمخلوقات كافة ولا سيما الضعيف منها.