ولما انتشر عُرف فضائل مار نيقولاوس وفاح أريجها في بلدته، رحل إلى بلدة ميرا إذ كان خاله أسقفاً. فرسمه خاله كاهناً وأقامه رئيساً على دير في ضواحي بلدة ميرا، وتنبأ له عن مستقبل باهر في خدمة الكنيسة، إذ سيتبوأ فيها مركزاً مرموقاً.
وقد جرت بوساطته أعجوبة باهرة، ذلك أن زوجين فقدا ابنهما الوحيد، وأنفقا أموالهما وهما يبحثان عنه، دون جدوى. وبعد سنين عديدة، قصدا الدير وهما يائسان، وطلبا من رئيس الدير مار نيقولاوس الصلاة لأجلهما، فأمر رئيس الدير الرهبان بالاجتماع لإقامة صلاة خاصة على نية هذين الزوجين المعذبين. فاستجاب الرب الصلاة، وأحضر ملاك الرب الصبي الذي كان قد اختطف وبيع عبداً لأناس باعوه بدورهم إلى أحد كبار الرجال في مصر، فاختطفه ملاك الرب وأتى به إلى الدير، فسلمه مار نيقولاوس إلى والديه.