من أراد أن يتمثل بشخص ما، إما أن يكون على مثاله أو أقله يتشبه به، فنحن إن كنا نحب العذراء مريم، علينا اولاً أن نتشبه بها في عيش الفضائل حيث تلألات هي في كل الفضائل بدرجاتٍ سامية.
خذها إذن الآن مثالاً لاكتساب التواضع والوداعة حيث لا سبيل للحصول عليهم خارجاً عن العذراء مريم النموذج الحي لهتين الفضيلتين.
وأركز هنا على التواضع حيث شددّ الآباء القديسون بقولهم أن التواضع حجرالأساس للفضائل كلها.
فمن دونه لا يمكن أن توجد فضيلة حقيقيّة في نفس الإنسان وإذا امتلك الانسان التواضع فهذا يعني أنه امتلك كل الفضائل والعذراء كانت تعرف نفسها جيداً وأوضحت لنا بقولها " لأنه نظر الى تواضع أمته" .