|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة تشير عبارة "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها" الى التعلّق بالحياة في هذا العالم. فتركيز المرء على نجاحه في ذاته يؤدي الى خسران نفسه؛ وفي هذا الصدد يقول صاحب الحكمة " لا تتَبعْ أَهْواءَكَ، بل اْكبَحْ شَهَواتِكَ. فإِنَّكَ إِن أَبَحتَ لِنَفسِكَ الرَضا بِالشَّهوَة جَعَلَتك شَماتةً لأَعْدائِكَ " (يشوع بن سيراخ 18: 30 -31). فمن اهتمّ في جسده خسر نفسه، ومن زهد في جسده ربح نفسه. من أحبَّ نفسه أكثر من حبه للسيد المسيح، أو من أحب حياته الزمنية على حساب مجده الأبدي يُهلك نفسه. فمن يُريد ان يتبع المسيح يتطلب منه الزهد في نفسه والتجرد عن ذاته وحمل صليبه وراء المسيح "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني، لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها. (متى 16: 24-25). ويُعلق اللاهوتي الاسقف يودورس المصّيصي "فمن اهتمّ بهذه الحياة الدنيويّة سوف يخسر نفسه في الحياة الجديدة؛ ومن اختار الانفصال عن هذا العالم الحاضر وهو يعيش فيه، ودخل في الآلام، سوف يخرج منها منتصرًا ومحمّلاً بالثمار الوافرة". ومن هذا المنطلق، يجب ان نكون ملتزمين بالحياة للمسيح إلى درجة ان "نبغض" حياتنا؛ وليس معنى هذا ان نهفو الى الموت، لكن ان نكون مستعدين له إذا كان في ذلك تمجيدا للمسيح، كما وضَّح يسوع في موضع آخر لإتباعه "لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها"(متى 16: 25) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|