قائد المائة لم يرى يسوع، لكنه سمع عنه وآمن به. ذهب قائِد المِائة إلى يَسوعَ بإنسانيته وقلبه الواسع واستقامته، ولجأ ليَسوعَ ليس باعتباره تعويذة سحرية، ولكن لأنه سمع عن يسوع وآمن به وبقدراته العجيبة وتعرَّف إلى قوة سلطة المسيح من خلال سلطته، تعرف إلى الذي يتفوق عليه، فآمن بسلطة يَسوعَ انطلاقًا من اختباره لسلطته الخاصّة آمن بان يَسوعَ المسيح مرسلٌ من الله وآمن بكلمته، واعترف به مُخلصا وشافياً. وإذ كان يسوع غير بعيد عن البيت حتَّى أَرسلَ إِلَيه قائِد المِائة بَعضَ أَصدِقائِه يَقولُ له: يا ربّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلاً لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي؟ (لوقا 7: 6) في الترجمة اليونانية "يا ربّ" تعني الألوهية. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " بِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رضا الله، لأَنَّه يَجِبُ على الَّذي يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ أَن يُؤمِنَ بِأَنَّه مَوجود وأَنَّه يُجازي الَّذينَ يَبتَغونَه" (عبرانيين 11: 6). الإيمان هو الشرط الأساسي لعمل يَسوعَ في حياته.