المسيح مركز اللاهوتيات:
§لقد تمركز إنجيل معلمنا بولس الرسول حول "المسيح المصلوب الممجد" بكونه قوة الله وحكمته (1كو21:1-25).
ويلاحظ في رسائله الآتي:
§إن كان المسيح هو مركز اللاهوتيات، لكن خلال الفكر الثالوثي الواضح، فالمسيح يحقق إرادة الآب مدبر الخلاص، وقد تعمد إبراز دور الآب بوضوح في العمل الخلاصي حتى لا يسقط البعض في الأفكار الغنوسية التي يظن بعضها في الابن الرحمة واللطف بالبشرية وفي الآب القسوة، فما يفعله الابن هو متناغم مع تدبير الآب إذ لهما إرادة واحدة.
§وأيضًا أبرز دور الروح القدس الذي يقدس الكنيسة لتحمل سمات المسيح خلال ثبوتها فيه فيكون لها موضع في حضن الآب.
§يري بعض اللاهوتيين أن كل الفكر اللاهوتي لبولس الرسول يتلخص في الكلمتين (في المسيح) وقد تكررت هاتان الكلمتان بكثرة ونذكر علي سبيل المثال ما جاء في الرسالة إلي أفسس:
*"إلي... المؤمنين في المسيح يسوع "
"باركنا... في السماويات في المسيح"
*"قد سبق رجاؤنا في المسيح"
*"الذي فيه أيضًا آمنتم بروح الموعد القدوس"
§كأن الرسول يلخص مسيحيته كلها، انه قبلا كان خارج المسيح والآن قد صار فيه.
§ففيه تمتع بالإيمان والبركة السماوية وحسب مختارا ونال النعمة وتحقق له الفداء وأكتشف سر مشيئته، ونال المواعيد وتحقق الرجاء.
§إن كان السيد المسيح هو جوهر كرازته، والثبوت فيه هو كل ما يبغيه المؤمن، فان هذا لن يتحقق إلا بالصليب. لهذا نستطيع القول بأن محور كرازته هو "المسيح المصلوب"، مع أن اليهود يطلبون آية واليونانيين يطلبون فلسفة، أما هو فيود أن يدخل بالكل إلي "المصلوب" لينالوا "قوة الله للخلاص".