|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول بلوسيوس: ترى من يستطيع أن يصف بالكفاية عظم الرحمة والخيرية والعناية والمحبة، التي بها تهتم أمنا هذه الإلهية في أمر خلاصنا، حينما نستدعيها لمعونتنا ونلتجئ اليها: ويقول القديس برنردوس (في أحد ميامره): فلنتقدم اذاً أمام هذه الأم الصالحة جاثين لدى قدميها المقدسين. ولنضبطهما شديداً، ولا نفارقها ولا نطلقها ألمَّ تباركنا، وبذلك تقبلنا أولاداً لها متبننةً بنا: فمن يمكنه أن يرتاب أو يضعف رجاؤه في هذه الأم الرأوفة، أو في شفقتها نحونا (يقول القديس بوناونتورا) حتى ولو أنها قتلتني، فأنا لا أزال وطيد الرجاء فيها وأؤمل بكلية أملي أن أموت أمام أيقونتها. وهكذا أفوز بالخلاص: فكل أحد من الخطأة حينما يلتجئ الى هذه الأم الكلية الشفقة، يلزمه كذلك أن يتفوه نحوها قائلاً: أيتها السيدة أمي، أنني لأجل مآثمي أستحق أن ترفضيني مقصياً من أمامك، وأن تعاقبيني بالقصاصات المستزوجبتها خطاياي، ولكن ولو أنك رذلتيني وقتلتيني فأنا لا يمكن أن أضعف رجائي فيكِ، ولا يحيق بي اليأس من رحمتكِ. بل أثق بأن أنال الخلاص بواسطتك. فأنا كلي الأمل فيكِ وشديد الاتكال عليكِ. وارجو أن أحصل على هذا الحظ السعيد، وهو أن أموت أمام أحدى أيقوناتكِ، مسلماً نفسي بين يدي رحمتك. وبذلك أطمئن بألا أمضي هالكاً، بل أنطلق الى السماء لكي أسبحكِ برفقة عبيدكِ الكثير عددهم، الذين لاستغاثتهم بكِ في ساعة موتهم، ولأعانتكِ أياهم بقوة شفاعاتك المقتدرة، قد فارقوا هذه الحياة فائزين بالخلاص: وهنا فليقرأ النموذج الآتي إيراده، ليفهم أن كان يمكن لأحد الخطأة، أن يقطع رجاءه من رحمة هذه الأم الصالحة، أو من مفاعيل حبها الشديد اذا التجأ اليها.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|