لم يتعلـَّم أنطونيوس في كتاب المدرسة، بل كان كتابه الدَّائم الطـَّبيعة. ولمَّا كان يرى بسليم فطرته، أنَّ حياته لتسلم من خطر إذا تعلـَّم قراءة الكتب التي يُدَسّ فيها كثير من الأباطيل، آثر أن يكون أُمِّيًّا يعرف أن يحبّ الله ويتحدَّث معه بسذاجة الطـِّفل، مكتفيًا بلغة المسيح وعلمه، على أن يكون فيلسوفـًا، قال:
"تعلـَّم الإنسان كثيرًا أو لم يتعلـَّم شيئًا، عمَّر طويلاً أو قصيرًا، لا فرق في ذلك، المهمّ هو أن يهتمّ الإنسان بأن يُرضي الله ويبلغ الغاية الأخيرة ويرث الملكوت السَّماويّ".
على أنَّ الله أعاضه عمَّا فاته من العلم البشريّ بذكاء فطري وبنعمة العلم والفهم بمجرَّد السَّماع والنـَّظر والتأمُّل في الطـَّبيعة وأسرارها، ما فاق به علماء عصره. ومن أقواله الحلوة: "العالم عند الذين لا يرَونَ فيه إلاَّ الله كتاب كبير يجعلهم سريعًا علماء في علم القدِّيسين".