|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يطرح مَن يجتاز في الألم هذا السُّؤال: لماذا أنا بالذات؟ لماذا أنا مضروب ومُصاب من الله؟ ماذا فعلت؟ ماذا فعلت لله؟ هل الألم يعني عقابًا إلهيًّا؟ وستظل هذه التساؤلات حائرةً في ألباب الكثيرين؛ فإن الألم المُتفشّي مِن حولنا، يبدو أنه يصرخ ضد حقيقة وجود إله، أو على الأقل ضد أن يكون هذا الإله صالح وقدير. وهذا ما عبر عنه أحد الفلاسفة بقوله: “إما أن الله يريد أن يمحو الألم ولا يستطيع، أو أنه يستطيع ولا يريد؛ أو أنه يستطيع ويريد. فإن كان يريد ولا يستطيع فهو عاجز؛ ولو كان يستطيع ولا يريد فهو غير صالح؛ وإن كان يستطيع ويريد، فما تفسير وجود الألم والمعاناة في العالم؟!” إن صلاح الله لا يعني سلبيًا فقط أن الله لا يعمل الشر والخطأ (حب1: 12، 13)، ولكنه أكثر من ذلك، فهو، إيجابيًا، يعني أنه يصنع كل شيء حسنًا، في التوقيت والإتقان، وهذا ما نراه بوضوح في الخليقة؛ فالله يعلن عن صلاحه المطلق في خليقته: «وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا» (تك1: 31). فقد خلقها ليُظهر صلاحه ورحمته، فهو صنع كل شيء لخير مخلوقاته وفرحها (مز104: 10-30)، وهذا قبل كارثة دخول الشيطان والخطية إلى المشهد (تك3)، والتي بعدها مباشرة تغيَّر المشهد بجملته، فنرى كثير من الألم والبكاء للبشر، بل وجاءت لعنة الخليقة، التي تئن وتتمخض حتى الآن تحت العبودية (رو8: 22). ومع كآبة المشهد، نرى أن الله قرَّر أن يسمح بهذا الشر أن يحدث، مُستخدمًا إياه وقد وصل إلي الذروة، لكي يُحوّله إلى خير، وهذا قمة الصلاح أن يتم تحويل الألم إلي خير وبركة، وهذه عظمة الله التي لا يُباريه فيها مخلوق كيفما كان، ليُظهر بصورة أعظم صلاحه، ألا وهي قدرته على تحويل الشر لخير. وهذا ما نراه بكل وضوح في مشهد الصليب، ففي الصليب نرى ذروة الألم، وفيه أيضًا نرى قمة الصلاح. فالله يسمح بالألم أن يحدث ليستخدمه لإتمام مشيئته وخطته، حتى يتسنى أن يكون لدينا أعظم سبب نُسبحه لأجله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسمح بالألم لينقينا |
يسمح بالألم لمجده |
يسمح لك الرب بالألم |
يسمح لك الرب بالألم |
الله يسمح بالألم |